في جلسة أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد حسين عبدالله، ظهر المتهم فايز محمد البريدي، الذي ورط آخرين في دعوى متعلقة بأحداث عرسال، منهم مستأجر لمنزل يملكه (أحمد عبدالله عاتكة) لأنه "أكل" عليه 200 دولار أميركي بدل إيجار شهر واحد، قبل أن يتراجع عن إفادته خلال استجوابه من قبل هيئة المحكمة، الأمر الذي دفع وكيلته هلا حمزة ووكيلة الدفاع عن باقي المتهمين عليا شلحا إلى الاتفاق على وصفه بالشخص "البسيط جداً"، في حين أنه قد كان قد ذكر اسم شخص آخر متورط بالأحداث نفسها (خالد عبد الحميد الأسعد) تبين وجود تشابه أسماء، حيث أفاد عن أنه ليس الشخص المقصود.
وفي تفاصيل هذه القضية، التي تضم: رياض رضوان شرف الدين، فايز محمد البريدي، أحمد عبدالله عاتكة، خالد عبد الحميد الأسعد، أقدم الأول والثالث والرابع، بحسب القرار الاتهامي، على الانتماء إلى جبهة "النصرة"، وعلى المشاركة بأعمال عسكرية لصالحها في الداخل اللبناني، كما أقدموا على المشاركة في معركة عرسال ضد الجيش بتاريخ 2-8-2014، وتجوّل الأول بهوية غير عائدة له، وساعد الثاني هؤلاء وإرهابيين آخرين يعرف أنهم اقترفوا جنايات، وذلك بنقل مواد غذائية واحتياجات حياتية لهم في أماكن تواجدهم بجرود عرسال إلى داخل البلدة للتواري من وجه العدالة.
وخلال شهر تموز من العام 2016، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش البريدي وشرف الدين على حاجز وادي حميد في عرسال، أثناء مرورهما على متن فان أبيض من دون لوحات ومن دون أوراق قانونية بقيادة الأول وقد ضبط بحوزة الثاني إخراج قيد عائلي للأول، حيث تبين أن البريدي كان يحاول إدخال شرف الدين من جرود عرسال إلى داخل البلدة بطريقة غير شرعية وبواسطة بيان قيده الإفرادي.
وفي المعلومات المتوفرة لدى مديرية المخابرات، فإن شرف الدين ينتمي إلى جبهة "النصرة" في حين أن البريدي يعمل بتهريب الأشخاص والمواد الغذائية لصالح المجموعات الإرهابية، وبالتحقيق مع شرف الدين أدلى بأنه كان ينتمي إلى مجموعة "شهداء السحل"، التي بايعت جبهة "النصرة" قبل معركة عرسال بحوالي شهرين ونصف، حيث تعرف على الطبيب أيهم عودة من فليطا، الذي كان يدير مستوصفاً في منطقة عجرم، وكان الطبيب الأساسي لجبهة "النصرة" والطبيب الخاص لأبو مالك التلي، وعمل لديه في مجال الإسعافات الأولية، وكان يرافقه لمعالجة التلّي في المغارة التي كان يقيم فيها في جرود عرسال، كما عاين العسكريين المخطوفين لدى الأخير، في حين أن خالد عبد الحميد الأسعد كان متهما بالمشاركة في أحداث عرسال، حيث أفاد البريدي أنه شاهده برفقة شخص آخر يحمل قنّاصة بالقرب من منزله.
وفي ختام جلسة الاستجواب، طالبت محامية عاتكة والأسعد وشرف الدين، بعد أن نفى الأخير أن يكون بايع "جبهة النصرة" أو شاهد العسكريين المخطوفين، بالبراءة لهم، خصوصاً بعد أن تراجع البريدي عن إفادته التي تتناول عاتكة والأسعد الذي يعمل في بيع الخضار والفاكهة، لا سيّما أن هناك أيضاً حالة تشابه أسماء بالنسبة إلى المتهم الأخير، والبريدي أكد أن الموقوف ليس الشخص الذي شاهده يحمل قنّاصة أمام منزله والذي كان هدّده في حال وشى به، في حين أن دور شرف الدين كان "إنسانيا" على مستوى معالجة الجرحى.
ولدى سؤال البريدي عن "توريطه" عاتكة بهذه القضية بسبب الـ200$ التي "أكلها" عليه، قال: "لم أكن أعرف أن الأمور ستصل إلى هنا، واليوم لا أريد أن أظلم أحدا معي".
وفي ختام الجلسة، قررت المحكمة سجن شرف الدين والبريدي لمدة سنتين، وأعلنت براءة عاتكة والأسعد.