رأى مسؤول العلاقة مع الأحزاب في التيار الوطني الحر بسام الهاشم، ان إسرائيل هي الارتكاز الأساسي لقوى الاستعمار في منطقتنا، وهذه المقاربة تأتي انطلاقا من تقييم الوضع اليوم، لافتا في هذا السياق الى خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الأمم المتحدة، ردا على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب توطين النازحين في بلدان الاستقبال ، فجاء رد الرئيس عون عليه بالقول ان هذا القرار سيادي وهو موضوع يخصنا نحن فقط.
وأشار الهاشم في حديث تلفزيوني، الى ان قرار ترامب الأخير بشأن القدس يأتي ضمن إطار مؤامرة مستمرة تقوض مقومات وجودنا، موضحا اننا نريد افضل العلاقات مع الادارات الأميركية الا انه وغداة الحرب العالمية الثانية تحولت الولايات المتحدة الى قوة استعمارية ورثتها عن بريطانيا وسارت بطريق دعم إسرائيل وتأمين الحماية لها على حساب عالمنا العربي، وهم فيما كانوا في المراحل السابقة يلبسون لباس الحمل بلعبهم دور الوسيط في عملية السلام، في وقت كانوا عمليا يقومون بدور الذئب، جاء قرار ترامب اليوم في شأن القدس ليبين مدى زيف وساطة الولايات المتحدة وعدم نزاهتها، وإذ لفت الهاشم الى ان اسرائيل زرعت لتبقى في المنطقة خدمة للمشاريع الاستعمارية، أكد أن خيارنا الوحيد هو مواجهة هذه المشاريع والتصدي لمخططات ترسيخ وجود اسرائيل في المنطقة.
الهاشم لفت الى ان لفهم توقيت القرار الأميركي الذي أعلنه الرئيس ترامب بشأن القدس وبالتالي لنفهم خلفياته، يجب أن ننظر الى الهزائم التي مني بها المشروع الاستعماري الموضوع للمنطقة، بدأ منذ انتصار لبنان على العدو الاسرائيلي في تحرير أرضه في العام 2000 مرورا بالحرب على العراق في العام 2003، وصولا الى انتصار المقاومة اللبنانية في حرب تموز ال 2006 ، مرورا بحرب غزة التي هزمت فيها المقاومة الفلسطينية، اسرائيل، وصولا الى الحرب على سوريا من ضمن الحروب الداخلية التي شنت على الدول العربية وسميت بالربيع العربي وكانت تهدف الى تفتيت الكيانات العربية على اساس التمايز الديني والمذهبي والعرقي، وانتهاءً اليوم بهزيمة داعش ودولتها المزعومة في العراق وسوريا كما في لبنان ايضا الذي حاولوا احداث فتنة شيعية سنية فيه، بعدما فشلوا في عدوانهم الخارجي عليه، مضيفا ان الهزيمة لذاك المحور الاستعماري تمت بفضل محور المقاومة الذي سجل انتصارات حاسمة وأنهى داعش ومشروع الدولة الاسلامية وهو اليوم على وشك تحقيق النصر النهائي، ولفت الى ان قرار ترامب اليوم بإهداء أميركا القدس لإسرائيل، جاء بعد فشل كل هذه الحروب الخارجية منها والداخلية بالقضاء على روح المقاومة، بعدما عجزت اسرائيل بالحروب المباشرة او غير المباشرة عن فرض وجودها، ورأى ان الخيارات الوسطية انهاها الوضع الدولي الجديد الذي انهى الاحادية الأميركية، فتهويد القدس وضع الجميع امام حلين اما الاستسلام او المقاومة، ولم يتركوا لنا خيارا آخر لأنه في حال الاستسلام فتوطين اللاجئين والنازحين عندنا يصبح واقعا، ونحن اخترنا المقاومة وهو ما اكد عليه وزير الخارجية جبران باسيل في كلمته في اجتماع وزراء الخارجية العرب، بأن المقاومة خيارنا والكلام الذي قاله يعبر عن الضمير المختزن عند التيار الوطني الحر ولدى مؤسسه الرئيس ميشال عون، وهو ليس بجديد، فهذا هو فكر الرئيس ميشال عون المقاوم.
وذكّر الهاشم ان شعار ميشال عون حين كان قائدا للجيش هو "لبنان اكبر من ان يبلع واصغر من ان يقسم"، ويعبر عن هذا الفكر المختزن لديه منذ زمن طويل ما يعني لا لتقسيم لبنان التي كانت تسعى اليه اسرائيل، لتحول وطننا الى كيانات متناحرة، لتعيد بعده صياغة المنطقة بأسرها وفق ما يتلاءم مع طبيعة اسرائيل العنصرية، كما يؤكد هذا الشعار ان لا لبلع لبنان وضمه الى دولة أخرى اكبر منه، وكان حينها نظام البعث في سوريا، يمثل هذه الدولة.