لم يخطر ببال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يرأس أكبر دولة في العالم، تتفرد بالقرار آحادياً، أن تتجرأ دولة فلسطين - آخر دولة تقبع تحت الإحتلال – وبناء على طلب رئيسها محمود عباس، التقدم بشكوى إلى "مجلس الأمن الدولي" ضد قراره بإعلان القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.
هذه السابقة هي الأولى في تاريخ "مجلس الأمن"، التي تقدّم فيها شكوى ضد الولايات المتحدة، التي لا يحق لها استخدام حق النقض الـ"الفيتو"، الذي كانت تستخدمه بشكل دائم.
ومن المرتقب أن يتم التصويت على القرار بالأكثرية، وأن لا يستخدم الـ"فيتو" من قبل أي من الدول الأربع الباقية الدائمة العضوية، وهي: روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا، الذين عارضوا قرار ترامب.
ومن المتوقع أن تبدأ إدارة البيت الأبيض، بإبتزاز بعض الدول التي تعارض سياستها.
هذا في وقت ذكرت تقارير إعلامية أن ترامب يقضي ما بين 4-8 ساعات يومياً في مشاهدة التلفاز.
فيما يواجه الرئيس الأميركي تهمة التحرش الجنسي، حيث كررت 3 نساء اتهامه بها، طالبين من الكونغرس بفتح تحقيق في قضاياهن.
من جهته، دعا البيت الأبيض الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس، مؤكداً أن "الولايات المتحدة تواصل العمل مع شركائها".
وعلمت "اللـواء" أن عدداً من الدول المشاركة في أعمال قمة "منظمة التعاون الإسلامي" بشأن القدس، التي ستعقد غداً (الأربعاء) في اسطنبول، ستؤكد على رفض قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، مع توجه إلى إعلان القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
وفي إطار التشاور العربي، عقدت أمس (الاثنين) قمّة ثنائية مصرية - فلسطينية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس، في مقر الاتحادية بالقاهرة.
وجرى خلال القمة بحث تنسيق المواقف والحراك العربي لمواجهة التطورات في المنطقة، بعد قرار الرئيس ترامب الجائر والمرفوض.
وكرر الرئيس السيسي التأكيد على دعمه للموقف الفلسطيني.
فيما أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إنه "تم الاتفاق على الاستمرار والتشاور والتنسيق في المرحلة المقبلة لخطورتها، وأن حراكا عربياً سيجري للحفاظ على الحقوق العربية في المرحلة المقبلة".
وأشار إلى "استمرار التشاور مع الأشقاء العرب، خاصة مصر، والأردن، والسعودية، وباقي الأطراف العربية"، مشدداً على أن "الموقف المصري موقف داعم ومهم للقضية الفلسطينية وللرئيس محمود عباس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني".
بينما أوضح سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، إنه "كان هناك تفاهم بين الرئيسين حول طبيعة التحرك والعمل المشترك خلال المرحلة المقبلة، ونتائج الزيارة عكست روح التعاون بين البلدين الشقيقين".
وثمن السفير اللوح، الدور التاريخي للشقيقة مصر وجهودها المستمرة في دعم شعبنا الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.
وكان الرئيس عباس قد أكد على أن "مدينة القدس، هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والمدينة المقدسة عصية على أية محاولة لاغتيال هويتها أو تزوير تاريخها".
ورأى أن "الإعلان عن رفض القرار أو اعتباره باطلاً ولاغياً لا يكفي، فيجب مواجهة سياسة التهويد والحرب المعلنة على الوجود الفلسطيني، أي أن ضرورة إفشال القرار يتطلب خطوات جريئة تنطلق من تحديد مصلحة القدس فوق كل مصلحة، وتتطلب آلية مقاومة مدنية مرتبطة بالأرض، وصمود سكانها لتصل إلى كل أصقاع العالم".
بينما خيب الاتحاد الأوروبي آمال رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، بأن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لن تنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، كما فعل الرئيس ترامب.
وكان نتنياهو قد أعرب مرات عدة عن توقعه بأن الآخرين سيسيرون على قرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل سفاراتهم إليها.
وليل أمس، أطلق جنود الإحتلال الرصاص الحي بإتجاه مجموعة من الشبان الفلسطينيين في حي الصوانة - شرق أسوار القدس القديمة، ما أدى إلى اصابة شاب مقدسي بجراح في فخذه، حيث تم ملاحقته داخل الحي واعتقاله وهو ينزف.
وأصيب العشرات من الشبان الفلسطينيين برصاص الإحتلال، خلال عدة مواجهات وقعت في مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة وحدود قطاع غزة.
وأطلق جنود الإحتلال الرصاص الحي والمغلف بالمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين الذين أصيبوا بجراح وحالات اختناق.
فيما رشق المتظاهرون جنود الإحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة.
إلى ذلك، أُطلق مساء أمس، صاروخ من وسط قطاع غزة، باتجاه مستوطنة أشكول في غلاف غزة، لكنه سقط وانفجر قرب السياج الفاصل مع القطاع.
وأغارت طائرات الإحتلال وقصفت مدفعية دباباته شرق خانيونس.
فيما نفذ عشرات الفلسطينيين أمس (الاثنين) اعتصاماً أمام مقر البيت الأميركي في مدينة البيرة في الضفة الغربية، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية.
ووسط إجراءات أمنية اتخذتها قوات الأمن الفلسطيني، وصل المعتصمون إلى مدخل المبنى – دون الوصول إلى مقر البيت - حيث وضعوا رسالة تؤكد على رفض الفلسطينيين للتواجد الأميركي في فلسطين.
وذكر أن شرطة الإحتلال الإسرائيلي اعتدت على غالبية من جرى اعتقالهم منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية على إعلان الرّئيس ترامب.
ولا تستثني قوات الإحتلال من اعتداءاتها مجالاً، حيث تستهدف المراكز السياحية بهدف ضرب شريان رئيسي وحيوي، خاصة في مدينة بيت لحم، حيث يتوافد المسيحيون للاحتفال بذكرى ميلاد السيد المسيح (ع) في "كنيسة المهد".
وقد استهدفت باعتداءاتها "فندق قصر جاسر"، الذي يقع على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة به وبالمحلات والبيوت المجاورة ، حيث جرى إغلاق الفندق لأبوابه حتى إشعار آخر.
وفي محاولة لشد عزيمة جنود الإحتلال، بعد الخوف الذي ينتابهم من بطولة الفلسطينيين خلال المواجهات وتشجيعهم على ارتكاب اعتداءات وحشية ضدهم، باشر نائب وزير جيش الإحتلال الإسرائيلي إيلي بن دهان صياغة مشروع "قانون" يهدف إلى منح الحصانة لجنود الإحتلال من المساءلة القانونية عن أعمال قد يرتكبونها خلال تعاملهم الميداني مع عمليات ينفذها فلسطينيون.
ويطلق على مشروع القانون "قانون ليئور أزاريا"، نسبة إلى الجندي أزاريا، الذي حوكم وأدين بتهمة القتل، بعد ان أطلق النار على رأس الجريح عبد الفتاح الشريف وهو ملقى على الأرض مصاباً بعيار ناري ما أدى إلى استشهاده.
ومن المتوقع أن يطرح بن دهان مشروعه على جدول أعمال الكنيست في الأسابيع المقبلة.