أكدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عزالدين، في لقاء مع ممثلي مؤسسات المجتمع المدني واعلاميين، قبيل زيارتهم لمشاريع "برنامج افكار" التابع للوزارة، أنه "لا شك ان الدور الفاعل الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني بحيوية وروح عالية، يستند بشكل خاص الى الحاجات الكثيرة والمتزايدة لمجتمعنا، لا سيما في المناطق الريفية"، مشيرةً الى أنه "قد ثبت أن من شأن هذه المبادرات اذا نجحت ان تسهم في التخفيف من حدة الازمات والحاجات في مجال التنمية، وان تقدم بوادر تغيير على المستوى الاجتماعي".
ولفتت عز الدين الى "اننا نؤمن بالطاقات المتميزة لهذا المجتمع وندعو الى تغذيتها ودعمها لاننا مدركون لمدى قربها من احلامه وطموحاته وايضا من اخطائه، الا ان هاجسنا الاساسي يبقى في قياس عمق التأثير الذي تحدثه المبادرات والمشاريع المنفذة ومدى استدامتها، لذا فإن نجاح جهود المبادرات القائمة واستمراريتها، تتطلب مقاربة واقعية تأخذ في الاعتبار الحاجات الحقيقية لمجتمعنا وتحتاج الى صقل رؤية تنموية شاملة تستند الى تجارب الماضي والدروس المستفادة".
ونوهت الى أنه "من هنا، فإننا نشجع خطة برنامج افكار في العمل على مأسسة منظمات المجتمع المدني وتنمية قدراتها وعلى تعزيز مبدأ المساءلة لديها وفق مبادئ الحكم الرشيد، كما اننا نسعى للاستفادة من التجربة لتطويرها وتعميمها"، ذاكرةً أن "مشاريع افكار تتركز حتى اليوم في منطقتي الشمال والبقاع، طبعا هذا الامر جيد لاننا نتحدث عن المنطقتين الاكثر حاجة لمثل هذه المشاريع، لكن يمكن استفادة مناطق اخرى حسب حاجاتها".
كما شددت عز الدين على "تفعيل الشراكة بين هذا المجتمع والقطاع العام، بحيث يتم رفع الالتزام بالحوار بينهما حول السياسات التنموية، اضافة الى ضرورة تبادل الخبرات بين كل الاطراف المعنية"، مشيرةً الى "اهمية بث ثقافة التطوع في الاعمال التنموية التي يقوم بها المجتمع المدني وابعادها قدر المستطاع عن المنطق التجاري، وهذا يأتي في صلب روح اهداف التنمية المستدامة".
ورأت أن "مبدأ الشراكة والتشبيك يمثل مدماكا اساسيا لضمان نجاح المشاريع واستمرارها، حيث يدعو البرنامج الى إرساء هذا المبدأ بين المنظمات نفسها، ما يسمح بتوحيد الجهود بين الناشطين انفسهم في الدرجة الاولى"، موضحةً أنه "لا يستثنى من مبدأ التشبيك السلطات المحلية التي تستطيع من موقعها ان تحتضن مبادرات المجتمع المدني وتمضي بها قدما، وكذلك بالنسبة الى القطاع الاكاديمي الذي يشارك معنا هذه المرة في بعض المشاريع".
أما بالنسبة الى الاعلام فلفتت الى انه "يحتل موقعا اساسيا في العمل التنموي، فلا يقتصر دوره على تغطية صحافية تقنية تضيء على المشروع ومنفذيه، بل يغذي الوعي على القضايا المطروحة وسبل معالجتها بما يسمح بنشر المعلومات وتطبيق مبدأ المساءلة على المستويات كافة".
ودعت عز الدين "الإعلاميين والإعلاميات الموجودين هنا، للتعرف على كل مشاريع الوزارة وبرامجها"، معتبرةً ان "اليوم مخصص لأفكار، لكن هناك مشاريع وبرامج أخرى في وزارة التنمية، وهي مشاريع تترك ألاثر الكبير في حياة الناس، مثل مكافحة الفساد والتحول الرقمي، لذلك أدعوكم للتعرف على هذه المشاريع، وأبواب الوزارة مفتوحة أمامكم لأي استفسار وللحصول على أي معلومة".
كما أوضحت "أنني أعرف خصوصية العمل الصحفي والأولويات التي تحكمه في لبنان، الإعلام في لبنان يهتم بالقضايا السياسية، وهذا مفهوم إلى حد ما، لكن أتمنى عليكم إيلاء القضايا التنموية أهمية ومحاولة إعطاءها أولوية، خاصة أن الملفات التي أتحدث عنها هي ملفات بأبعاد سياسية وسياساتية"، متمنيةً على الاعلاميين أن "يكونوا صوتنا وصورتنا، وأن نثبت إن الإعلام شريك أساسي في أي عملية تنموية، كما إنه شريك في العملية السياسية والاقتصادية".
وختمت بالقول "في اختصار، ان اي نجاح في مجال التنمية يحتاج الى اعتماد منهجيات علمية وبناء استراتيجيات تتعاون فيها قوى المجتمع المدني مع بعضها، ومع السلطات المحلية ومع الوزارات المعنية وصولا الى تحقيق الاهداف المنشودة"، مجددةً شكرها الى "الاتحاد الاوروبي لدعمه برنامج افكار وغيره من البرامج في وزارة التنمية الادارية"، متمنيةً "لكهم جميعا التوفيق في هذا النهار الطويل".