أكد رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، في كلمة له خلال وقفة تضامنية مع القدس من تنظيم مطرانية سيدة النجاة في زحلة، "أننا نحن نعتبر أن فلسطين وبوجه التحديد القدس هي فعلا مهبط الوحي والأديان وموطن الأنبياء والسيد المسيح، القدس هي الكلمة الأجمل، نعشق نسيمها الروحاني وهواءها العابق بطيب البخور وبذكر الأنبياء والرسل"، موضحاً أن "القدس مشتقة من كلمة قدوس، وهي الصفة الأحب لقلب الله، إنها الكلمة الأقدس، الأحب إلى مسامع الله، ونحن نعتقد أن الملائكة في السماء يرنمون بشكل متواصل أمام عرش الله: قدوس قدوس قدوس".
واشار الى أن "في صلواتنا نرنم للقدس، فكل حجر فيها ينطق بعظائم الله وفي شوارعها ردد "إن سكت هؤلاء صرخت الحجارة".
كما ذكر أن "القدس عند المسلمين، هي مدينة مقدسة، ففيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، والمسجد هو فعلا من عجائب الدنيا بروعة فنه، من هذا المسجد كان المعراج."، ذاكراً أنه "قد روي عن النبي قوله "إن الصلاة في المسجد الأقصى أفضل من الصلاة في غيره بخمس مئة مرة"، فالقدس إذن هي مدينة مقدسة بل هي المدينة المقدسة عند أهل الإنجيل والقرآن، إنها بيت الله، بيت السلام والمحبة والمكان الذي تتلاقى فيه الأديان السماوية"، متسائلاً "فكيف يريدنا العالم أن نسكت عندما تنتهك هذه المدينة الأحب إلى قلوبنا"؟
وشدد درويش على أن "نحن هنا لنقف معا ونؤكد أن القدس هي عاصمة الله على الأرض، القدس هي عاصمة فلسطين، فمن غير المقبول أخلاقيا وقانونيا اتخاذ قرارات من جانب واحد تؤدي الى تغيير الطابع الخاص للقدس"، مطالباً المجتمع الدولي بأن "يضمن حرية الأديان والمساواة بينها وتأكيد الهوية الخاصة والطابع المقدس للقدس، لذلك نريدها مدينة عربية مفتوحة لكل الأديان، يروي فيها كل عطشان إلى الله غليله ويجد كل إنسان يسعى إلى معرفة الحق مكانا فيها".
واعتبر أن "التمسك بعروبة القدس والدفاع عنها، هو دفاع عن حق مقدس، ستظل القدس زهرة المدائن حية في قلب كل مسيحي ومسلم، وسيذكر التاريخ الحديث بأمانة، أن هؤلاء الذين يستشهدون كل يوم في شوارعها، باقون أحياء في ذاكرة كل حر في هذه الأرض".
وختم بالقول "في نهاية كلمتي أريد أن أنوه بكلمة وزير الخارجية جبران باسيل أمام الجامعة العربية، فقد تحدث باسم كل لبناني وباسم كل شرفاء الأمة العربية، واستطاع أن يستنهض همة الشعوب العربية لتثور على محاولات سلب القدس هويتها الحقيقية، فله شكرنا ومحبتنا"، معكم، نعلن من جديد أن القدس هي مدينة آبائنا وأجدادنا، هي عاصمة فلسطين وعاصمة كنيسة القيامة والمسجد الأقصى".
من جهته، أكد فتوش أن "القدس لم تعد بحاجة الا الى قصيدة تغنى، القدس بالأمس استباحها قرار جاء مخالفا للمادة الثالثة من الدستور الأميركي، هذه المادة صريحة وواضحة تمنع على ترامب التدخل والإساءة الى الرموز والمقدسات والدول"، مشيراً الى أنه "انا لا أراهن على الشرعية الدولية، ترامب يستبيح العالم، رجل يقدم على تصرفات مستندا الى بعض الأنظمة العربية البائدة".
وتوج الى الفلسطينيين بالقول "أنتم وسام شرف هذه الأمة، لكن من القلب اقول لكم توحدوا، خصمكم ليس قويا عندما تتوحدون بل عندما تتفرقون، نحن معكم في وحدتكم، نحن معكم في أحقية قضيتكم، انتم لستم بحاجة الى منة من أحد، الحق يؤخذ ولا يعطى وانتم صاحب حق"، معرباً عن "أسفي ان أرى بعض الأنظمة العربية، وخاصة هذا الذي يلتحي شاربا ابيض، وزير السلطة الفلسطينية الذي يقول ان ما تقومون به هو قضاء على عملية السلام. أي سلام يتحدث عنه بعد القرارات المتخذة"، طالباً اياهم "لا تصغوا الى الحكام العرب الذين أساءوا عمرا طويلا تحت الطاولة، وبدأت وجوههم تظهر فوق الطاولة، قرار ترامب اسقط القناع عن الأنظمة العربية التي خدرتكم وخدرتنا، نحن كلنا قد يتوجب علينا مسؤولية ان نكون الى جانب فلسطين بصدق، بإخلاص، بمحبة واحذروا الرشاوى الكلامية".
من جهته، ناشد عراجي الدول المجتمعة في اسطنبول غدا "إتخاذ موقف جريء بإعلان القدس عاصمة لفلسطين"، مقدماً التحية "للمطران عصام يوحنا درويش لأنه دعانا الى هذه الوقفة في دار يعتبرها البقاعيون دارا وطنية للمسيحيين والمسلمين، هذه الدار لعبت دورا وطنيا كبيرا، منذ الحرب اللبنانية ولغاية اليوم، في جمع كلمة اللبنانيين، من هذا المكان أوجه تحية الى ابطال الإنتفاضة الثالثة التي انطلقت بعد القرار المتهور الذي اتخذه رئيس اكبر دولة في العالم، ترامب، والذي ضرب عرض الحائط بكل المقررات الدولية والشرعية الدولية والمواثيق الدولية. انا اعتبر ان ترامب وبطريقة غير مباشرة، أيقظ الضمير العربي وأيقظ الأمة العربية التي كانت نائمة".
كما توجه الى الفلسطينيين بالقول "إن على الفصائل الفلسطينية أن تتوحد تحت راية فلسطين وعاصمتها القدس، والإقتتال الذي حصل بين الإخوة الفلسطينيين كان أحد الأسباب التي دفعت الكيان الصهيوني وترامب أن يتجرأ على تسمية القدس عاصمة لإسرائيل"، معتبراً أن "على الدول العربية والدول المتحررة في العالم، أن تقدم الدعم لصمود الشعب الفلسطيني وخاصة في بداية الإنتفاضة الثالثة، والأمر الأهم هو انعقاد مؤتمر في تركيا يوم غد لنصرة القدس، يشارك فيه رئيس الجمهورية الذي نحييه ونحيي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري على الموقف المشرف الذي اتخذوه"، متمنياً "على الدول المجتمعة غدا في اسطنبول أن تأخذ قرارا تاريخيا بإعلان القدس عاصمة لفلسطين وعدم الإكتفاء بالخطابات الرنانة".