تعطلت تغريدات وزير الدولة لشؤون الخليج السعودي ثائر السبهان في الشأن اللبناني، بالتوازي مع اجواء توحي بأنه تمت تنحيته عن هذا الملف، وان احتفظ بعض "السبهانيين" اللبنانيين بطلاّت خجولة مؤخرا في بعض الصحف اللبنانية.
في المعطيات المتوفرة، أن الشأن اللبناني اصبح اليوم بعهدة السفير السعودي الجديد في بيروت وليد اليعقوب عبر وزارة الخارجية السعودية ووزيرها عادل الجبير .
واوضحت مصادر سياسية لبنانية ان عدم تقديم السفير السعودي أوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية ميشال عون، يعود الى ان المملكة العربية السعودية لم تعطِ موافقتها بعد على قبول السفير اللبناني المعيّن لديها فوزي كبارة بالرغم من انتهاء مهلة الثلاثة أشهر العرفية لكي توافق الدول على قبول الدبلوماسيين لديها
ولاحظت المصادر ان السفير السعودي الجديد في لبنان نفى ما تداولته بعض وسائل الاعلام انه عاد الى بلاده، مشيرة الى انه يزاول عمله في السفارة .
وفي هذا السياق اشارت المصادر الى ان اليعقوب التقى منذ عدة ايام في مقر السفارة، وبناء على طلبه وفد مجلس الاعمال اللبناني-السعودي .وشددّ امامهم ان بلاده لا تريد "الا الخير للبنان واللبنانيين جميعا، والفرص أمامهم متاحة في المملكة وبإمكانهم العمل بكل حرية ولا نريد منهم سوى احترام القوانين وعدم المسّ بما يعرض مصالح السعودية".
ولفتت المصادر نفسها الى ان سفير خادم الحرمين الشريفين أبدى امام رجال الاعمال اللبنانيين الذين ينشطون في السعودية امتعاضه من حملة بعض الاعلام على المملكة، وكذلك بعض التيارات السياسية المحسوبة على مراجع عليا، متمنيّا على هؤلاء بكل ما لديهم من علاقات مع جميع القوى السياسية اللبنانية إيصال رسالة الى الجميع، بأن السعودية تريد ان تكون علاقاتها باللبنانيين علاقات صداقة ومحبة .
وابلغ اليعقوب المجتمعين أن بلاده تكنّ كل الاحترام والتقدير للبنان ورئيسه وان رئيس الحكومة سعد الحريري هو ابن السعودية وهي تحرص عليه حرصا شديدا .
ويبدو وبحسب المصادر ان الأجواء بين بعبدا والرياض ما زالت ملبّدة، نظرا لمواقف رئيس الجمهورية ميشال عون ومعه رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ومعظم القوى اللبنانية من رفض جميع هؤلاء استقالة الحريري من السعودية، واعتبارها ملتبسة، وان هذا الاخير تعرّض لضغوط لتقديمها .
ولا تستبعد المصادر ان يقدم السفير السعودي في لبنان أوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية قبل ان يحصل لبنان على جواب من المملكة العربية السعودية حول اسم مرشّحها كسفير لبيروت في الرياض.
وخلصت المصادر الى القول بأن معالجة الأجواء الباردة التي تخيّم على العلاقات السعودية-اللبنانية يمكن ان تكون سهلة اذا ما علم حكام المملكة ان كل ما قاله وعبر عنه الرئيس اللبناني لا خلفيات سياسية له ضد المملكة، بل نابعة من قناعة العماد ميشال عون بأن ما حصل للحريري في السعودية يمسّ كرامة لبنان التي هي بنظره غير قابلة للتغاضي عنها .
اضافة الى ذلك لا بدّ وان يحصل غسل قلوب بين السعوديين والحريري الذي أكّد في كلمة له مؤخرا انه لا يحقد على احد .
وخلصت المصادر الى القول بأن الطرق الدبلوماسية والاتصالات التي سيقوم بها أصدقاء الطرفين في الداخل اللبناني وخارجه، نظرا لما لهاتين الدولتين من روابط وعلاقات اقتصادية وسياسيّة واجتماعية مميّزة، والتي، لم تكن في يوم من الايام متباعدة وتشوبها صعوبات عصيّة عن الحل، ستكون كفيلة بطيّ هذه الصفحة ولذلك لمصلحة كل من لبنان والمملكة .