أكد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول في كلمة له خلال افتتاحه معرض طوابع ومغلفات بريدية بعنوان "سنة من عمر الوطن"، الذي وثقها وارف قميحة، بدعوة من النادي اللبناني لهواة الطوابع والعملات، في قصر الاونيسكو، أنه "يسعدني أن أرعى معرضا يروي من خلال الصورة "سنة من عمر وطن"، هذه السنة التي حققت للوطن مرتكزات بناء الدولة والعديد من الإنجازات والكثير من الأهداف، يوثقها الأستاذ وارف قميحة بكل تفاصيلها، بالصورة والطابع البريدي، في عمل توثيقي رائد وجميل. وارف أهنئك على مبادرتك الشخصية، أشكرك مع فريق عملك على هذا الإبداع المميز، وكلي ثقة بأن هذا النوع من التوثيق والتأريخ سيسجل باسمك مفخرة من مفاخر اللبنانيين للعالم".
وأوضح رفول "اننا نمر أمام هذه اللوحات فنجدها تحكي بالفعل قصة هذه السنة، يوما بيوم، وحدثا بحدث، لم يغب عنها أي شيء، نقلت بأمانة، وحولت الفن مؤرخا، فزاوجت بين جمود التأريخ وحيوية الفن وقدمته أنموذجا جديدا. في هذه المناسبة، نتكلم عن رئيس استثنائي آت من القيادة العسكرية إلى رئاسة البلاد، في نهاية السنة الأولى من عهده الواعد. دعوني أمر بداية على صفحات من حياته الذهبية المخصبة بدماء الشهداء التي مهر بها وعده لهم، رضع عزة النفس والاباء وخوف الله من صدر أمه، فنشأ في بيئة شاهد فيها صورة لبنان المكون من احلى فسيفساء فتربى على الإنفتاح والتآخي. من رحم المعاناة استقى محبة الناس والتعلق بالوطن في مطلع صباه، عندما عاين المأساة التي حلت بالفلسطينيين عام 1948 حين هجروا من أرضهم، بادر إلى مساعدتهم في حرش بيروت، وتمنى ألا يحل بوطنه ما حل بالأراضي المقدسة. دخل رحاب ميدان الرجال ليكون فيه ضابطا يحافظ على الأرض ويحمي اهلها، تلا قسمه العسكري ومشى مسيرة الإقدام والفروسية، تاركا بصماته الراسخة في كل بقعة دافع عنها وحافظ على امنها. لم يكن دخوله الى المؤسسة العسكرية مهنة، بل رسالة اداها في كل مفاصل نضالاته. إبان الحرب، أعاد روح الوحدة إلى الجيش في ألوية الدفاع التي قادها، وكان منها اللواء الثامن رأس الحربة في الانضباط وصنع الانتصارات. ما سعى يوما لمنصب، وما كان يرى من منصب يأتيه، إلا وسيلة تسهل وتسرع تنفيذ مشروعه الإنقاذي الوطني. تسلم قيادة الجيش وكان أصغر ضابط تسلم هذا المنصب. ثم استلم كرة النار رئيسا لحكومة تهرب الكل من ويلاتها. ومن بين نار الفتنة والتفرقة والتمزق، كانت الحالة الوطنية بحر رجال ونساء وشباب وصبايا وأطفال في ساحات بيت الشعب في بعبدا، رأوا فيه مجسدا لطموحاتهم وملاذا لأمنهم واطمئنانهم، وجاؤوا من كل لبنان يعاهدونه صارخين: وحدتنا أمانة في أعناقنا، هدفنا هو سيادتنا وحريتنا واستقلالنا".
ولفت الى أن "ما سمع يوما، إلا لصوت ضميره وما عمل إلا بقناعاته، وما ناضل وقاوم إلا لمصلحة لبنان واللبنانيين. نفوه 15 سنة فبقي الحضور الدائم في وجدان اللبنانيين وعاد إلى لبنان مستقبلا بتسونامي قل نظيره لشخصية أخرى. رفض أن ينتخب رئيسا للجمهورية، وهناك مكون أساسي في لبنان يرفض انتخابه، رافعا شعار الوفاق والوئام. كرسه الشعب اللبناني في الساحات الرقم الصعب ورجل المرحلة، وفي الواحد والثلاثين من شهر تشرين الأول سنة 2016 انتخبه المجلس النيابي رئيسا للجمهورية".
وأشار رفول الى ان "سنة من عمر وطن، علت خلالها مداميك بناء الدولة وأولها الأمن والقضاء، فالأمن يحمي المواطنين بحياتهم والقضاء يؤمن حقوقهم، اكتملت التعيينات الأمنية وبدأ التنسيق بين الأجهزة، وصدرت التشكيلات القضائية. سنة انتظم فيها الصرف المالي في الدولة حيث أقرت الموازنة بعد غياب اثنتي عشرة سنة، مصحوبة بإصلاح ضريبي واسع، فنتج من ذلك حل عقدة سلسلة الرتب والرواتب التي انتظرها الموظفون سنوات طويلة. كما حل لبنان أولا بين دول المنطقة بانتصاره على الإرهاب وطرده إياه إلى خارج الحدود. كذلك، تخلص اللبنانيون من قانون الانتخاب الأكثري، وتم التوافق على قانون نسبي للانتخابات يؤمن العدالة إلى حد كبير ويفتح الباب واسعا لوصول وجوه جديدة إلى المجلس النيابي. في بداية عمل الحكومة، أقر مرسوما النفط المجمدان منذ أكثر من ثلاث سنوات. ونحن اليوم في صدد تلزيم ثروتنا بعد أن استكملت الدراسات ووضعت شروط التلزيم. سنة تحقق فيها انتخاب المنتشرين من بلدان اقامتهم، وزادت واردات الجمارك وتوقف التلزيم بالتراضي، وتم تفعيل المجلس الاقتصادي الاجتماعي والتفتيش المركزي والهيئات الرقابية وإقرار التشريك بين القطاعين العام والخاص".
وأكد أن "سنة من عمر وطن هزتها أزمة كانت بمثابة امتحان صعب، أزمة طالت كرامتنا وشرفنا، فتحولت بفضل حكمة سيد العهد وحزمه وصلابته إلى نعمة جمعت اللبنانيين حول رئيسهم، وحظيت بدعم دولي وتوجت بعودة رئيس حكومتنا دولة الرئيس سعد الحريري الى لبنان واستئناف الحكومة نشاطها. سنة طوينا فيها التصادم السياسي الذي عانينا منه الكثير، واتفقنا على تناغم وطني عنوانه مصلحة لبنان واللبنانيين، ترجم بانفراجات وإنجازات وخطط للمستقبل. سنة من عمر وطن هي سنة استعادة الكرامة وفرض هيبة الدولة وتحصين الوحدة وتأمين الشراكة. سنة من عمر وطن، من عمر عهد سيكون بكل تأكيد عهد الإزدهار والبحبوحة والإستقرار".