شدد الوزير السابق سجعان قزي على أنّه لا يثق بأي بيان صدر أو سيصدر بخصوص النأي بالنفس، باعتبار ان هناك أطرفا لبنانية ملتزمة باستراتيجيات اقليمية وعربية، لن تتوانى عن التدخل والانحياز تجاه هذا المحور أو ذاك، معتبرا ان ما صدر مؤخرا تحت مسمى "قرار حكومي"، لا يعدو كونه وسيلة لحفظ ماء وجه رئيس الحكومة سعد الحريري وتغطية اعلامية لرجوعه عن الاستقالة.
ورأى قزي في حديث لـ"النشرة" أن كل الحلول التي تُطرح للوضع اللبناني حاليا ليست الا مسكّنات مرحليّة لتمرير عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والمالية، مرجحا ان تبرز ازمات متعددة في المستقبل القريب. وقال: "توازن القوى مختل حاليا لمصلحة الطرف الروسي-الايراني–السوري في كل المنطقة وبما فيها لبنان، وهو أمر أعتقد أنّه موقت لأن المحور الآخر قد يتحرك بشكل أو بآخر لتغيير هذا المعادلة، ما يعني ان لبنان لا يزال في عين العاصفة طالما لم نحيّد أنفسنا حقيقة عن المشاكل والحروب المحيطة".
الملف النفطي سيادي ومصيري
وتطرق قزي لملف الثروة النفطية، لافتا الى انّها تعود على لبنان بـ3 أمور، "الاستقرار المالي والاقتصادي على المدى الطويل والدائم، تسمح بالانتهاء من المديونية لاستعادة الاستقرار المالي وعودة أسعار الليرة الى طبيعتها، كما تحقق وفرا ماليًّا يخلق اقتصادا جديدا ووظائف جديدة ما يؤدي لتراجع موجة الهجرة من شباب لبنان الى الخارج".
واعتبر قزي ان "الطريقة التي يتم التعاطي فيها مع هذا الملف أثارت شكوك لدى الكثير من القوى السياسية بما فيها قوى موجودة في الحكومة، وهو أمر يحتاج لتوضيح باعتبار اننا بصدد ملف سيادي مصيري ووطني يستحق أن يُدار بشفافية كاملة". واضاف: "صحيح ان ليس لدينا اثباتات وأدلة، من شأن التحقيق أن يبرزها، لكن هناك التباسا حول طريقة التلزيم خاصة ان الشركات التي اختيرت سبق للاعلام ان تحدث عن علاقاتها ببعض المسؤولين اللبنانيين، وهو أمر لا يجب أن يدفع للتشكيك التلقائي والشامل، لكن يجب أن يدفع الدولة لتوضيح الأمر لأن من حق الشعب اللبناني ان يعرف ما يجري".
وأشار قزي الى تقرير ورد في النشرة الشهرية التي تصدرها شركة "توتال" الفرنسية المختصة بالتنقيب عن النفط والغاز في العالم، والذي جاء فيه ان الشركة ابلغت الدولة اللبنانية منذ العام 1992 اي قبل 25 سنة بوجود ثروة نفطيّة من دون ان تتحرك الدولة آنذاك، لافتا الى ان وفدا فرنسيا اتى الى بيروت وقتذاك وأبلغ المسؤولين اللبنانيين بالأمر.
فكرة "أوريجينال"
وأثنى قزي على مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل في المحافل العربية، والتي أظهرت لبنان الدولة شبه الوحيدة التي ناصرت قضية اورشليم بشكل واضح، في حين ان الدول العربية الأخرى تختبىء وراء أعذار وذرائع شتى، كي لا تتخذ الموقف المناسب بحجم التحدّي الكبير الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن اعلان القدس عاصمة لاسرائيل.
ووصف قزي فكرة باسيل بانشاء سفارة للبنان في القدس بالـOriginal، معتبرا انّها تحتاج لبحث معمّق، خاصة واننا لا نعرف اذا كانت القوانين الدولية تسمح في ذلك. وقال: "اذا كان هناك من مجال فهو أمر مهم جدا".