أمر واحد «سلبي» في انتخابات نقابة الصحافة اللبنانية يوم أمس هو عدم وجود المنافسين. نقول هذا القول من باب المبالغة، ذلك أنّ لانتفاء المناسبة أسباباً موجبة، يمكن تلخيصها بالآتي:
أوّلاً- لقد حقق مجلس النقابة المنتهية ولايته إنجازات مهمة لم تعرفها نقابة الصحافة على الأقل في العقود الأربعة الاخيرة.
وهذه الإنجازات تعود الى النقيب عوني الكعكي ورفاقه في مجلس النقابة، وخصوصاً لأسلوبه في قيادة التي تعتبر واحدة من أبرز نقابات المهن الحرة في لبنان.... ولم يكن ينقصها سوى أن يعرف بعض المنتمين إليها قيمتها الحقيقة.
ثانياً - مما حققه النقيب الكعكي ورفاقه أن صندوق النقابة كان يشكو الخواء! فلا مال ولا أمل بأموال، وإن كانت هذه النقطة موضع تساؤل كبير... ذلك أنّ نقيب محرّري الصحافة اللبنانية الراحل المرحوم الصديق العزيز ملحم كرم غادر هذه الفانية تاركاً وراءه أموالاً للنقابة قيل إنها توازي الخمسة ملايين دولار أميركي او أقل بقليل ... أما نقابة الصحافة المفترض (مبدئياً على الاقل) أن مداخيلها أكبر بكثير من واردات نقابة المحررين فكان صندوقها خالياً (أو شبه خال) عندما آلت قيادتها الى عوني الكعكي.
ثالثاً - إنّ الانجاز الكبير الذي حققه النقيب الكعكي وإخوانه في مجلس النقابة هو وقف التداعي في مبنى النقابة الآيل الى الانهيار، وترميمه، وإضافة طبقتين إليه، واستعادة حقوق النقابة كاملة (...).
رابعاً - استعادة نحو 300 مليون ليرة لبنانية من حقوق للنقابة في ذمة الدولة وهي كانت منسيّة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
خامساً - مساعدة مالية (غير مشروطة بأي نوع من الشروط السياسية أو النوعية أو المعنوية...) من دولة الكويت الى النقابة، أعلن عنها الكعكي أمس وتبلغ نحو 350 الف دولار.
سادساً - تمتع أعضاء مجلس النقابة بالحقوق كافة..
فلقد حرص النقيب على أن يكون اعضاء المجلس برفقته في اللقاءات على أنواعها إن مع الحكام أو مع الفعاليات، وحتى كان يرافقه اعضاء من المجلس في زياراته الى الخارج...
سابعاً - وفي تقديرنا، مع الأخذ بما تقدّم أعلاه، أنّ عدم التقدم بالترشحات المنافسة سببه الأساس التأكد من تعذر أي قدرة على الخرق، بعدما نجح النقيب الكعكي في تشكيل لائحة ائتلافية، على غرار اللائحة السابقة، تضم زملاء يمثلون سائر الأطياف الوطنية ومختلف الفئات والهيئات السياسية في لبنان وطبعاً الصحف الصادرة...
ولا يفوتنا أن نذكر أنّ النقيب عوني الكعكي له مواقف والتزامات سياسية معلنة يعبر عنها كل يوم في جريدة «الشرق» ولكنه نجح في أن يفصل فصلاً حاداً بين عوني النقيب وعوني صاحب «الشرق»... لذلك عندما سنجتمع (نحن أعضاء المجلس الجديد) لنجدد انتخابه نقيباً، نكون قد لبيّنا رغبة معلنة أو مكتومة للجسم الصحافي اللبناني بأكثريته الساحقة.