أكد النائب أميل رحمة أن "القدس ليست سلعة تشترى وتباع في سوق نخاسة الضمير الانساني الذي يعيش في ظلام مطبق فيما نواطير المدينة المقدسة يغطون في نوم عميق انها القدس المدينة المسكونية التي تحتوي على غنى الانسانية النوعية ، هي القدس التي تتعانق فيه قباب كنيسة القيامة ومآذن المسجد الاقصى تحف بها المقدسات من كل صوب ، تهتف مع رنين الاجراس واصوات المؤذنين : انا القدس عربية الهوية والانتماء ولا تراجع مهما حاولوا طمس الحقائق التاريخية ومهما امعنوا في تهويد معالمي".وخلال القائه كلمة مجلس النواب اللبناني بتكليف رئيس مجلس النواب نبيه بري في اعمال المؤتمر الطارىء للاتحاد البرلماني العربي اشار رحمة الى ان " قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب ادخل ويدخل المنطقة في اتون اخطار عاصفة لا يمكن لاحد قياس آثارها ، ولا يمكن لاحد الاعتقاد ان القرار تستتبعه عاصفة وتمر ، على اعتقاد ان ما اتت به الزوابع تأخذه العواصف فالمنطقة ونحن منها سوف لا تهدأ ولن تبتلع هذه الاهانة "، مشيرا الى ان "نتيجة خبرتنا في السياسات الاميركية - الاسرائيلية خلال تجربتنا بمواجهة الاعتداءات اليومية من العام 1948 حتى عملية الليطاني الاسرائيلية ضد لبنان ، ثم الاجتياح الاسرائيلي لثلثي مساحة لبنان عام 1982 ، والحروب الاسرائيلية وعناقيد الموت الاسرائيلية ضد لبنان في اعوام 1993 و 1996 وعام 1999 ، وتاريخنا الطويل في المقاومة بمواجهة احتلال اجزاء عزيزة من ارضنا طيلة اثنين وعشرين عاما حتى التحرير عام 2000 باستمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، ثم الحرب الاسرائيلية ضد لبنان بشرا وشجرا وحجرا عام 2006 ، والتي انتهت الى انتصار مدوّ للمقاومة اللبنانية واثبات منظومة ثلاثية : الجيش والشعب والمقاومة ، لعجز القوة الاسرائيلية وسحق اهداف العدوان ، اننا نتيجة هذه الخبرة المكتسبة نقول ان قرار الرئيس ترامب ليس هو الاخير ، وستتبعه قرارات وحروب بهدف الربط بين القواعد العسكرية الاميركية والاطلسية وما تمثله اسرائيل كقاعدة ارتكاز عسكرية بما يرسخ وجودها ويجعلها في موقع ضاغط على حقوق العرب المائية من النيل الى الفرات "، معتبرا ان "قرار الرئيس ترامب اعاد عمليا الامور الى المربع الاول واستنهض حماس شعوبنا وانتصارها للعدالة ولفلسطين ، والموقف الآن يتحول من الاستثمار على تفككنا وضعفنا وهزيمتنا الى فرصة لاستعادة قوتنا ووحدتنا وقيامتنا ".
وشدد رحمة على ان "تصويب البوصلة نحو فلسطين هو الذي يحررنا من تجاذباتنا ومواجهتنا العبثية ويوحدنا حول هذه القضية المقدسة فلا تتبلبل ألسنتنا ولا تذهب أذهاننا مذاهب شتى لا تحمل في طياتها الا المزيد من التفكك والانهيار ، وحدها – وحدها فلسطين هي التي تخلع عنا أذيال الانقسام المميت وتعيدنا الى دائرة الحياة قوة فاعلة في هذا العالم "، لافتا الى ان "مجلس النواب اللبناني الذي عقد جلسة عامة له الجمعة بتاريخ الثامن من كانون الاول الجاري بعنوان : جلسة القدس عبّر عن الاجماع اللبناني على ادانة واستنكار قرار الرئيس الاميركي والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ".
وتوجه رحمة الى المجتمعين بالقول:مجلسنا يدعوكم الى اتخاذ موقف يتجاوز التوصيات التقليدية والقرارات مع وقف التنفيذ في التأييد والشجب والادانة والاستنكار ، الى مواقف عملية داعمة لتعزيز صمود الفلسطينيين خصوصا المقدسيين في ارض وطنهم ، عبر انشاء صندوق برلماني حقيقي لدعم انشاء مقر للمجلسين الوطني والتشريعي في القدس ودعم انشاء المؤسسات الرسمية للسلطة الوطنية الفلسطينية "، داعيا الى "رفض وادانة واستنكار القرار التنفيذي للرئيس الاميركي نقل السفارة الاميركية الى القدس . ورفض كل مشاريع الوطن البديل وتوطين وتجنيد الفلسطينيين على مساحة العالم خصوصا في دول الجوار الجغرافي . والرفض الشديد لموقف الادارة الاميركية اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بالاضافة دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المشروع للتخلص من الاحتلال الاسرائيلي وصولا الى تحقيق امانيه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس . وبذل الجهود في الاطر البرلمانية المختصة للاتحاد البرلماني الدولي وكافة الاتحادات القارية واللغوية والجهوية لتحرير البرلمانيين الفلسطينيين المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلالات الموقوفين ادارياً واطلاق دبلوماسية برلمانية لاعادة بناء الثقة في العلاقة بين الدول العربية والجوار الاقليمي المسلم ، ووقف التوترات الجغرافية والسياسية والاعلامية".