كشف المدعي العام الأميركي في نيويورك سايرس فنس ان التحقيقات ما زالت سارية لكشف ملابسات سرقة 3 قطع أثرية لبنانية اكتشفت مؤخرا في نيويورك، وتحفَّظ على الدخول في التفاصيل لأن القضية ما زالت الشرطة الأميركية تحقق فيها، وفي التفاصيل التي أطلعت عليها النشرة عن كيفية كشف هذه القطع الأثرية، ان التمثال الأصغر وهو عبارة عن رأس ثور، كان يملكه احد الأثرياء في نيويورك وقام بوضع التمثال القيم جدا مؤقتا في متحف المتروبوليتن الشهير في مانهاتن، خوفا عليه من أعمال الترميم التي كان يجريها في منزله، وقد رآه بالصدفة احد خبراء الآثار معروضا في المتحف، ما لفت نظره وأبدى اعتقاده ان رأس الثور هذا يعود الى معبد أشمون في صيدا وابلغ إدارة المتحف بذلك، ما دفع إدارة المتحف الى استدعاء المالك، فأبلغها من أين اشترى هذا الرأس الأثري، وبعد استدعاء البائع والتحقيق معه حاول أن يثني القيمين على المتحف عن إبلاغ السلطات الرسمية بالأمر، والتستر عليه، إلا انهم رفضوا وأبلغوا وزارة الثقافة اللبنانية في بداية العام 2017 فقام الوزير غطاس خوري والمتحف الوطني بمتابعة التحقيق الذي تجريه الشرطة الأميركية، والذي أدى الى اكتشاف قطعتين أخرتين وضعت عليهم السلطات الأميركية المختصة يدها فحفظتهم واتصلت بالحكومة اللبنانية ملتزمة تسليمها القطع الثلاث.
وفي حديث للنشرة، كشف فنس أن القطع الأثرية سرقت في العام 1981 من مدينة جبيل وهم يعودوا الى معبد أشمون في صيدا لكن الحكومة اللبنانية نقلتهم الى جبيل خلال الحرب الأهلية خوفا عليهم في الجنوب، الى ان سرقوا، وهذه القطع تفوق قيمتها العشرة ملايين دولار، وذكر فنس ان هناك مئات القطع الأثرية اللبنانية المسروقة، وهم فتحوا تحقيقا لمحاولة إيجادها وبدأوا يصلوا الى خيوط لاستردادها، مؤكدا ان هذا الأمر لا يحدث فقط مع لبنان بل هناك دول كثيرة تمت سرقة آثار منها ووصلت الى الولايات المتحدة التي تتعاون مع الدول صاحبة القطع الأثرية لاعادتها اليها ومن هذه البلدان الأردن وسوريا ودول أخرى في الشرق الأقصى.
وقد نظم فنس لقاءً في نيويورك للإعلان عن هذا الموضوع، وحضرت اللقاء القنصل مجدي رمضان وايرينا بوكوفا، مديرة عام الأونيسكو السابقة، التي أعلنت ان سرقة الآثار جريمة بحق الثقافة والتراث العالمي كما ان مردود هذه السرقات له علاقة بتمويل الارهاب، ولفتت الى ان مجلس الأمن أصدر قرارات يدين عمليات السرقة هذه ، وذكرت انها زارت معبد أشمون في صيدا وان لبنان هو بلد الحضارات وغني جدا بها، في حين أعلن فنس أن القطع الأثرية ستشحن قريبا الى لبنان.
رمضان رأى من جهته انه يوم مهم في تاريخ لبنان نسترجع فيه قطعاً مسروقة تعود لمعبد أشمون على أمل ان تعود مئات القطع اللبنانية المسروقة الأخرى وشكر السفارة الأميركية التي تعاونت في هذا الاطار كما المتحف ووزارة الثقافة، مشددا على ان الولايات المتحدة هي بلد حكم القانون، وتوقع ان تشحن هذه القطع قريبا الى لبنان، منوها من جهة أخرى بالمساعدات الأميركية للجيش اللبناني والبالغة 120 مليون دولار.
"سمر نادر- نيويورك"