اعتبر النائب السابق اميل اميل لحود ان من يبكون القدس اليوم بعد القرار الأميركي الأخير، بمعظمهم متآمرين، لافتا الى انّهم لو صرفوا الأموال التي أنفقوها لدمار وتخريب سوريا والتي بلغت باعتراف وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم 134 مليار دولار، لدعم عملية استرداد الحقوق في فلسطين المحتلة، "لما كان احد اليوم يستوطي حيطنا".
وشدد لحود في حديث لـ"النشرة" على ان كل الكلام الفولوكلوري الذي نسمعه وسمفونيات الاستنكار والشجب والرفض للقرار الأميركي لن ينفع بشيء وهذا ما أثبتته السنوات الماضية، داعيا "لترك مهمة التحرير لمحور المقاومة الذي أثبت انّه الوحيد الذي يفعل، علما انّهم تمادوا في المرحلة السابقة بوصفه بالمجموعة الخارجة عن الزمن الراهن، وقد بينت التطورات الاخيرة ان اسرائيل تبقى اولوية الاميركيين وبأن شيئا لم يتغير". واضاف: "الآن يسطّر محور المقاومة انتصارا كبيرا في سوريا على 50 دولة، وقد كانت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى اللاذقية ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد أشبه بنوع من اعلان الانتصار، وبالتالي من انتصر على 50 دولة لن يجد صعوبة على الاطلاق بتحرير فلسطين".
لعدم الاستعجال بملف النفط
وتطرق لحود للملفات الداخلية اللبنانية، فأـكد ان "كل اللبنانيين دون استثناء سعيدون بوضع القطار على السكة الصحيحة بما يتعلق بملف النفط والغاز"، معتبرا "اننا دخلنا مرحلة جدية لكن ذلك لا يعني الاستعجال، خصوصًا واننا لم نبدأ عملية الاستخراج ليتبين لنا الكمية الموجودة والجدوى الاقتصادية".
ووصف لحود ما حصل مؤخرا بالانجاز، الا انّه شدد على انّ من المبكر الدخول بنقاش حول الصناديق التي سيتم ايداع المليارات فيها، ووجهة صرف الأموال. وقال: "ما يعنينا في هذا الملفّ هو كيفية تسخيره لاستفادة الشعب اللبناني منه".
لا لسياسة "عفى الله عمّا مضى"
وردا على سؤال، أكد لحود "اننا في لبنان تخطينا الأزمة السياسية الأخيرة في اللحظة التي حصلت فيها، من خلال الوعي والحكمة اللذين تمتع بهما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكل فرقاء ما كان يُعرف بفريق 8 آذار والذي بات اليوم فريقا أوسع". وقال: "دُفع رئيس الحكومة سعد الحريري للاستقالة دَفعت ثمنه السعودية مزيدا من العزلة عن الداخل اللبناني وعن العالم"، لافتا الى انّه "لو تمت العملية بطريقة أذكى وباخراج أفضل لربما نجحت بهدفها خلق شرخ بين اللبنانيين، الا انّها حصلت بشكل أرعن وبدت أقرب الى اعلان حرب".
وتحدث لحود عن "عقد بالجملة لدى السعودية بعد خسارتها في سوريا وتفظيعها بارتكاب المجازر في اليمن، وفشلها مؤخرا في لبنان"، معتبرا ان الضغط على الحريري للاستقالة "لم يكن الا حلقة صغيرة في سلسلة الارتكابات السعودية في المنطقة".
واعتبر لحود انه "لو كان ما حصل مع الحريري حصل مع احدى الشخصيات في قوى 8 آذار، لما كنا بلا شك شهدنا هذا الالتفاف حولها، باعتبار ان تجربة حرب تموز لا تزال حاضرة بأذهاننا حين كان هناك من رقص وغنّى ابتهاجا باستهداف اسرائيل لشريحة من اللبنانيين".
ورجّح لحود ان يكون "الحريري استدرك النظرة السعودية اليه بعد التجربة الاخيرة علما انّه كان دائما يبدّي علاقته بها على المصلحة الوطنية"، لافتا الى ان "مواقفه الاخيرة تعكس تماما سلوكه مسارا جديدا". وتابع، "لكن ذلك لا يجب ان يعني السير معه بمنطق عفى الله عما مضى كما حصل في الـ2005. هناك ازمة وطنية تمكنا من تجاوزها بنجاح والمفترض ان ننطلق مجددا من حيث توقفنا خاصة وان رئيس الحكومة وحده يتحمل مسؤوليتها".
وانتقد لحود بشدة أداء "القوات" في الازمة وبعدها، وتمنى "ان يلتزموا ولو لمرة بما يعلنونه، هم فرحوا باستقالة الحريري وقالوا انّه كان يجب ان يفعلها منذ فترة وحين تراجع عنها، تراجعوا هم ايضا عن مواقفهم"، معتبرا انّهم يعتمدون "ديماغوجية رخيصة وقد أثبتوا أنّهم أزلام لدى السعودية".
رجال سياسة أو تجار؟
واستهجن لحود المشهد السياسي قبل أشهر من الانتخابات النيابية، معتبرا انّ "من غير المعروف حاليا من حليف من، ومن سيخوض الاستحقاق النيابي في صف من".
وأشار الى ان "خلط الأوراق الحاصل لم تشهده الساحة اللبنانية من قبل، وهو ما يثبت للأسف ان أغلبية السياسيين لا يعملون بالسياسة على أساس المبادىء بل وفقا لما تقتضيه مصالحهم والتحالفات الانتخابية، وهم بذلك لا يعودون رجال سياسة بل مجرد تجار".