أكد مسؤول العلاقات مع الأحزاب في التيار الوطني الحر بسام الهاشم، "ان الشيئ الأهم بالنسبة لقضية القدس ان العرب لا يمكن ان ينقسموا حولها، ما عدا بعض الحكام الذين يراعون حسابات معينة ولديهم ارتباطات اميركية واتفاقات مع اسرائيل"، مشيرا الى "ان وزير الخارجية جبران باسيل يترجم بتوجهه حيال القدس الخيارات الوجودية التي يقوم عليه لبنان"، موضحا "ان القدس هي ملتقى الأديان الثلاثة وملتقى الحضارات وهذا هو صلب وجود لبنان، لأن لبنان قائم على التنوع وفي حال قبلنا بتهويد القدس فذلك سيؤدي الى تهويد كل فلسطين"، ورأى "اننا كلبنانيين اذا نأينا بنفسنا عن فلسطين فسيشكل هذا خطرا علينا لأنه لا يمكن عزل نصف مليون فلسطيني لاجئ في لبنان عن التفاعل مع قضيته".
وشكر الهاشم في حديث تلفزيوني، الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الفرصة التي اتاحها لنعيد البوصلة الى فلسطين لافتا الى "ان الانتصار للقدس نقطة اجماع بين اللبنانيين على اختلافاتهم السياسية والاستراتيجية وهذا الموقف هو اخلاقي في الأساس ومن ثم ديني"، وشرح الهاشم "للوجهتين فيما يحدث في فلسطين اليوم، الأولى تسعى الى أسرلة القدس وتهويدها والتوجه نحو الغاء التنوع والملتقى للحضارات، في مقابل حضارة التنوع الديني والحضاري للقدس".
وشدد الهاشم "على ان القدس تندرج في إطار أوسع وهو القضية الفلسطينية، والتي استعادت زخمها اليوم بتجدد انتفاضة الشعب الفلسطيني بسبب القرار الأميركي، وهذا مبارك ويبنى عليه لأن الحق لا يستعاد إلا بأهله المعنيين مباشرة بالقضية"، وأكد "ان العامل الجديد المساعد للقضية هو انتصار محور المقاومة الذي يترجم نفسه اليوم في سوريا والعراق والذي لن يبقى مكتوف اليدين على محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما عبر عنه بوضوح السيد حسن نصرالله أخيرا بقوله إن ما يتسبب به ترامب هو مواجهة شاملة في فلسطين وفي كل المنطقة"، وحذر الهاشم "من تصاعد وتيرة التحركات في الدول العربية في حال استمر التهديد لوضع القدس نتيجة تواطؤ بعض انظمة هذه الدول مع مخطط تهويد القدس، لأن المزاج الشعبي فيها لن يبقي بمنأى عن ردات الفعل تجاه هؤلاء الحكام" .