حرص الرّبّ يسوع المسيح على أن يؤكّد دائمًا لتلاميذه بأنّه المسيح. هذه الآية التي قالها لهم تحمل الكثير من المعاني الجوهريّة.
- أنا هو: Ἐγώ εἰμι هذه العبارة مرتبطة بالمسيح وخلاصه (أنظر لوحة رقم 11 وشرحها).
- الطريق ὁδὸς: إنّه طريق الأقداس إلى قدس الأقداس، حيث كان رئيس الكهنة في العهد القديم يدخل مرّة واحدة في السنة إلى قدس الأقداس ليكفّر عن خطايا الشعب بدم تيوس، أمّا الرّبّ فقد فدانا بدمه فداءً أبديًا، وبات الطريق مفتوحًا كل السنة(عب 9).
- الحق : ἀλήθεια في محاكمة يسوع قال الرّبّ لبيلاطس: "أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي"، فقال له بيلاطس: "مَا هُوَ الْحَقُّ"؟(يو37:18-38).
كان الأجدى ببيلاطس أن يسأله: من هو الحق؟ وليس ما هو الحق؟ لأن الحقّ هو الرّبّ يسوع المسيح الله الذي أصبح إنسانًا. هذا هو الحق الذي يحرّرنا: "إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُم". (يو 31:8-32).
وقد أتى كلام يسوع على الحق بعدما سأله اليهود مَن أنت، أجابهم أنا هو: "مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ"(يو 28:8).
- الْحَيَاةُ: ζωή هو الحياة الأبديّة، فيه الحياة التي لا تموت ومنه. وخارجه الموت(يو25:11).
فعندما قال الرّبّ للشاب الغنيّ "دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ" (لو60:9)، قَصَد بذلك: لا نكون أحياءً إلا إذا عشنا الملكوت ونادَينا به.
*رئيس قسم الإنتاج في المركز الأرثوذكسي الأنطاكي للإعلام