كانت نهاية أسبوع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حافلة جنوبا وشمالا، فبعد زيارة جنوبية وُصفت بالناجحة والمثمرة، لم تجر رياح الشمال كما يشتهي وزير الخارجية، ولم يكن ختامها مسكا في جبل محسن "العاتب" على التيار البرتقالي.
بدأت زيارة باسيل الى الشمال من قرية بدر حسون البيئية، لينتقل بعدها الى شارع الجميزات ويفتتح مكتبا جديدا للوطني الحر، ومن ثم عقد باسيل لقاء شعبيا في الميناء وانتقل بعدها الى البداوي حيث وقع اشكال بين عدد من الشبان ومرافقي باسيل تدخّل على أثره الجيش لاحتوائه، مع العلم أن مصادر في الوطني الحر اعتبرت أن الشبان الذين تعرضوا للموكب تم دفعهم من قبل الأشخاص الذين يشوشون على الزيارة منذ أيام، مشددة عبر "النشرة" على أن هذا الفعل لا ينفصل عن حادثة تمزيق صور باسيل والتيار في جبل محسن مساء السبت الماضي.
بعد الانتهاء من زيارة البداوي، كان البرنامج ينص على أن يتوجه باسيل الى جبل محسن للقاء المجلس الإسلامي العلوي ومن ثم يتجه الى منطقة "الريفا" لافتتاح مكتب جديد هناك. ولكن بحسب ما علمت "النشرة" فإن المجلس الاسلامي العلوي ألغى اللقاء بسبب عدم الوصول الى "حل" للمشكلة التي طرحها الحزب العربي الديمقراطي على التيار الوطني الحر منذ أسابيع. وفي التفاصيل التي ترويها مصادر بجبل محسن لـ"النشرة": "منذ ان قرر الوطني الحر افتتاح المكتب بجبل محسن أرسلنا الى باسيل موقفنا الذي يطالب باحترام القيّمين على الجبل واهله وناسه ومجلسه الشرعي، وقلنا له نحن حلفاؤك ومعك ولكن بدل أن تأخذنا بالمفرق خذنا بالجملة وادخل الجبل من بابه العريض لا من نافذته، فوعدنا بالمعالجة".
وتضيف المصادر: "لم يصلنا الرد من باسيل بل سمعنا كلاما منذ أيام عن تصنيف الجبل بين إما ان يكون مؤيدا لتيار المردة وإما للتيار الوطني الحر وهذا ما لن نقبل به"، مشيرة الى أن باسيل أبلغ المعنيين أنه غير مهتم بلقاء أحد وان ما يعنيه هو افتتاح المكتب فقط رغم ان 560 منتسبا لتياره قد قدموا استقالاتهم منذ شهر. وتردف المصادر: "بعد ما حصل مساء السبت من تدخل "قوي" للجيش وتوقيف بعض الشبان الذي أظهروا اعتراضهم على زيارة باسيل عبر تمزيق الصور، ارتأينا أن نلتزم الصمت ونقاطع الزيارة لكي لا نصطدم بالجيش الذي عن غير عادة كان طرفا بخلاف سياسي".
واذ تشدد مصادر الحزب العربي الديمقراطي على حرصها على باسيل، الا أنها ترفض التعاطي مع الجبل واهله بفوقية، فالجبل ليس حرفا ناقصا ولا جسرا للعبور عليه ولا وقودا انتخابيا.
وفي سياق متصل، تلفت مصادر الوزير السابق فيصل كرامي أن دخول أي حزب سياسي الى طرابلس هو امر مرحب به، مشيرة في حديث لـ"النشرة" الى أن أي تنسيق مع كرامي لم يحصل بشأن الزيارة، حيث تم الاكتفاء بتوجيه دعوة له لحضور العشاء امس. بينما ترى مصادر الوزير السابق أشرف ريفي ان زيارة باسيل قد فشلت بكل المعايير السياسية والشعبية، مشيرة عبر "النشرة" الى أن المدينة عاشت الأحد يوما أسودَ بسبب نشاطين حصلا رغما عن أهلها، الاول هو اعتصام الحزب السوري القومي الاجتماعي، والثاني هو افتتاح المكتب الجديد للتيار الوطني الحر، كاشفة أن المشكلة المحزنة كانت أن النشاطين حصلا بحماية الجيش اللبناني.
وتضيف المصادر: "نفهم جيدا ان واجب الجيش تأمين الحماية للمدنيين ولكن لا نريد للجيش أن يكون طرفا سياسيا، اذ لا يعقل أن يرافق باسيل الى جبل محسن لواء عسكريا كاملا يؤازره"، مشيرة الى أن دخول المناطق عبر الضغط والقوة وبحماية الجيش يعني فشل الزيارة.
لا شك أن زيارة رئيس التيار الوطني الحر الى طرابلس وجبل محسن حملت رسائل سياسية تخطّى بعضها أسوار المدينة، ولكن يبدو ان المتلقّين المفترضين أوصلوا رسائلهم أيضا.