أعلن من مخيم البداوي في شمال لبنان عن ولادة تنظيم فلسطيني جديد على الساحة الفلسطينية في لبنان وفي قلب مخيماتها، هو "حركة الانتفاضة الفلسطينية"، هو نسخة مكررة عن حركة "فتح-الانتفاضة" الموالية لسوريا والتي إنشقت عن حركة "فتح" بزعامة ياسر عرفات "أبو عمار" عام 1983 في أعقاب الإجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، حين قاد مجموعة من كبار الضباط وعلى رأسهم نائب قائد قوات العاصفة أبو صالح والعقيدين أبو موسى وأبو خالد العملة وأبو فاخر عدلي الخطيب الانشقاق.
اليوم بعد 34 عاما، يتكرر المشهد، ولكن بطريقة مختلفة نوعا ما، اذ وصلت المفاوضات السياسية المباشرة وغير المباشرة بين مسؤولي "فتح الانتفاضة" في دمشق وبين قيادة الساحة اللبنانية برئاسة أمين سرها حسن زيدان الى طريق مسدود، اثر خلافات على اتخاذ قرارات بحق مسؤول منطقة الشمال، حيث الثقل العسكري والشعبي للحركة، ما ادى الى الاستقالة ثم الى تشكيل تنظيم جديد حرص مسؤولوه على اطلاق تسمية الانتفاضة الفلسطينية نسبة الى حركة "فتح الانتفاضة" التي كان يرأسها العقيد ابو موسى الذي توفي منذ سنوات ليحل مكانه زياد الصغير، وفي لبنان رفيق رميض بعد زيدان نفسه وقبله ابو فادي حماد.
واكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة" ان "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصر الله، تدخل بهدف رأب الصدع بين الطرفين وتقريب المسافات وانهاء الخلافات ولكن الامور وصلت الى طريق مسدود، ما ادى الى ولادة التنظيم الجديد الذي يعتبر موال لخط المقاومة والممانعة، دون ان يسقط إمكانية الانضمام الى "منظمة التحرير الفلسطينية" التي يعتبرها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في اطار عملية ترتيب البيت الفلسطيني، مستقبلا في أعقاب المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس".
واشارت المصادر، الى ان الاجتماع الأخير الذي عقدته الفصائل والقوى الفلسطينية في لبنان في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت، إستأثر ما حصل على حيز كبير من الاهتمام في ظل إصرار مسؤول "فتح الانتفاضة" على عدم الاعتراف بالتنظيم الوليد، فما كان من مسوؤل بارز الا ان اعاد الى الاذهان صورة الانشقاق عام 1983.
وتوضح المصادر، ان الخلافات وصلت الى طريق مسدود حين اتخذت قيادة "فتح-الانتفاضة" في دمشق قرارا بفصل مسؤول الحركة في الشمال خليل ديب "أبو ياسر"، الذي رفضه وقرر عندم تسليم المواقع والمكاتب التي تخضع لسيطرته، ومردّ ذلك الى أن خلافا كبيرا وقع بينه وبين مسؤول العمليات العسكرية في لبنان أبو إياد زهرة، الذي طلب من قيادة الحركة في سوريا تجميد نشاطه، وإستتبع ذلك بالضغط لفصله، فكان له ما أراد، خصوصا أن زهرة على علاقة جيدة بالنظام السوري.
وقد ذاع صيت "ابو ياسر" بعدما تسلم مهامه في الشمال منذ العام 1990 كمسؤول عن مخيمي البداوي والبارد، ووسع من مروحة علاقاته مع كل القيادات الفلسطينية الميدانية والاحزاب اللبنانية حتى عام 2007 عندما إحتل تنظيم “فتح الاسلام” مكاتب الحركة في مخيم البارد ليتحول الى بوصلة القوى السياسية والامنية والاعلامية، خصوصا بعدما تجاوز في بعض تصريحاته حينها الخطوط الحمر، من خلال التلميح الى دور قيادات في تنظيمه بتسهيل وصول أمير فتح الاسلام شاكر العبسي الى المخيم.
عرف عن "أبو ياسر" مؤخرا إنتقاداته اللاذعة لبعض قيادات تنظيمه، وهو ما جاء في قرار فصله، الذي تضمن في أحد بنوده، إتهامه بـ"الاساءة لقيادة الحركة والتشهير بها على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي" الامر الذي ازعج الكثير منهم، فيما قدم زيدان استقالته بعدما لم يؤخذ برأيه في كيفية معالجة هذا الخلاف واتفقا معا على انشاء التنظيم.
ولادة التنظيم
ولادة التنظيم جاءت من مخيم البداوي حيث يتمتع بالثقل الاكبر، عسكريا وبالقاعدة الشعبية، وخلال مؤتمر صحفي اعلنت فيه القيادة برئاسة زيدان البرنامج السياسي الذي ركز على تحرير فلسطين من النهر الى البحر، ورفض القرار الاميركي، والحفاظ على مخيمات لبنان التي هي الضمانة لاستمرار القضية، كونها الشاهد الحي على الاجرام الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، فإن المحاولات الشريرة لاثارة المشاكل فيها ومع الجوار من الاخوة اللبنانيين التي لا تخدم الا اعداء شعبنا، يتطلب منا جميعا اعلى درجات الحرص واليقظة لتفويت الفرصة على اصحاب الاجندات المشبوهة، الذين لا مصلحة لهم في استبباب الامن في المخيمات ومحيطها اللبناني.
ليس انشقاقا
على المستوى الفلسطيني، اكد زيدان "لسنا بديلا عن احد او حركة انشقاقية عن أي تنظيم فلسطيني". وعلى المستوى اللبناني، نؤكد على استمرار التعاون والتنسيق مع الدولة اللبنانيه واجهزتها الامنية لايجاد الحلول المناسبة والسريعة لكل المشاكل".