قبل الانتخابات الرئاسية ووصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة، وما بعدها، ومنذ اكثر من ثلاثة أعوام، بقي رئيس التيّار الوطني الحرّ وزير الخارجية جبران باسيل، ولا يزال حتى الساعة، حديث الصحافة وأهل السياسة داخليا وخارجيا.
في هذا السياق، سألت مصادر سياسية عمّا اذا كانت هذه الظاهرة هي "صحية" سواء بالنسبة للتيار الوطني الحر، او في ما يتعلق بنشاط بقية المكونات السياسية داخل الحكومة او خارجها.
وتقول المصادر ان من احد اسباب نشاط باسيل، خصوصًا داخل الحكومات التي تعاقبت، وفي هذه الحكومة، انه كان وراء اختيار الوزراء للاشتراك في الحكومات التي تشكلت منذ عودة الرئيس ميشال عون من المنفى، حيث أدى هذا الامر الى إمساكه بجميع الملفات التي يدرسها جيدا، حسب مصادر دبلوماسية غربية، واُخرى نيابية لبنانية، وان رفاقه في الحكومة لم يبادروا في اي وقت من الأوقات الى اتخاذ قراراتهم الا بعد الرجوع اليه.
وبالرغم من ان المصادر نفسها لا تنسى بأن ثقة العماد ميشال عون قبل وبعد وصوله الى سدة الرئاسة جعلت منه "سوبر" وزير وناشط سياسي لم يجاريه احد في هذا المجال، ذهب البعض الى القول ان ما قام به وزير الخارجية خلال فترة الفراغ السياسي من اتصالات سريّة، أدت الى خلق الأجواء التي ساهمت في انتخاب العماد ميشال عون رئيسا.
ولاحظت المصادر ان الحلفاء قبل الخصوم وجّهوا انتقادات كثيرة لباسيل، لكن ما لبثت ان تبدّدت، مما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى ان يقول بعد الكلمة التي القاها وزير الخارجية في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة لبحث ملف القدس "برافو على اصلو"، كما ان حملات البعض من رفاقه في التيار انكفأت، ولم يتمكن اي واحد منهم من انجاز اي ملف، مما أدى الى تراجعهم.
واشارت المصادر الى أن الاتهامات التي سيقت ضد وزير الخارجيّة اكثر من ان تحصى، ابتداء بأنه يؤجج الخطاب الطائفي، في إشارة الى جولاته في بلاد الاغتراب، وان مقاربته لملف النازحين كانت عنصريّة، وان ادارته لملفّ النفط والكهرباء فيها قضايا ملتبسة. وبالرغم من تشكيك البعض وبحسب المصادر ان تكون قدرات هذا الوزير الشاب كفيلة ونحن على أبواب انتخابات نيابية، بحجز مقعد له في المجلس النيابي للعام ٢٠١٨، تعتقد ان هذا الامر ينطبق ايضا على حظوظه في ان يكون رئيسا للجمهورية في يوم من الايام.
لذلك ترى المصادر ان مستقبل رئيس التيار الوطني الحر في أي موضوع له، مرتبط ارتباطا وثيقا بما سيحققه هذا العهد من إنجازات على صعيد تأمين الخدمات الاساسية للبنانيين، مثل الماء والكهرباء والنقل وضمان الشيخوخة ومحاربة الفساد، بعد ان اثبتت مواقفه عدم التفريط بكرامة لبنان واللبنانيين مهما كانت الصعوبات، وانه لن يقبل بأن يكون لبنان مجرد رقم في المنطقة يتم التلاعب بمستقبله السياسي من قبل دول صديقة وعدوة.
لكن المصادر تخوّفت من ان تؤدي الأحادية التي يتبعها وزير الخارجية في اتخاذ القرارات، وفي اجراء الاتصالات والمفاوضات مع اي جهة كانت، الى ضرب أصول وروح العمل السياسي الديمقراطي داخل تياره السياسي، وتعامله مع الآخرين.
واستنتجت المصادر بأن ما يقوم به رئيس التيار الوطني الحر متبع داخل جميع المكونات السياسية حيث القرار الاول والأخير يعود الى رئيس الكتلة النيابية والسياسية، وان كان ابداء الرأي للبعض يأتي فقط في سياق اخذ العلم والموافقة في النهاية على ما يقرره الزعيم.