أحيَت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي "يوم الشرطة العربية" حيث أقيمت احتفالات في عدد من ثكنات قوى الأمن في بيروت والمناطق في وقت واحد. وفي سراي طرابلس جرى أداء مراسم التكريم للعلم اللبناني، وتلاوة رسالة الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان على مسامع الحضور، وجاء فيها:
"في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام نحتفل بيوم الشرطة العربية الذي يخلد حدثاً بارزا في تاريخ الامن العربي المشترك،يتمثل في انعقاد المؤتمر الاول لقادة الشرطة و الامن العرب في مدينة العين بدولة الامارات العربية المتحدة قبل خمسة واربعين عاما.
حدث فارق في تاريخ العمل الامني العربي المشترك دشن مسيرة حافلة بالانجازات والمكاسب زاخرة بالبذل والعطاء: أنشئت الهياكل اللازمة لهذه المسيرة الموفقة،ووضعت الاتفاقيات والقوانين المظمة للعمل المشترك ورسمت الاستراتيجيات والخطط المرحلية، تطورت مجالات التعاون وتشعبت حتى بات التعاون الامني العربي اليوم مثلا يحتذى في العمل العربي المشترك.
ورغم كل المكاسب التي تحققت،فان مجلس وزاراء الداخلية العرب ما ينفك يعمل على تطوير التعاون الامني العربي ويوسع من مجالاته بما يتناسب مع التطورات والمستجدات على الصعيدين العربي والدولي.
فخلال السنوات الاخيرة تعزز مفهوم الامن الشامل وازدادت الشراكة بين الشرطة والمجتمع زخما وحضورا في كل المحافل الامنية العربية وشجع المجلس الدول على التوسع في الشرطة المجتمعية وعلى توسيع المهام الانسانية والاجتماعية للاجهزة الامنية.
كم تم تكريس ثقافة احترام حقوق الانسان بمجموع من الاليات الرائدة، منها عقد مؤتمر سنوي للمسؤولين عن حقوق الانسان في وزارات الداخلية العربية وعقد اجتماع مشترك بين الاجهزة الامنية والمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان في الدول العربية وتطوير مدونة قواعد سلوك رجل الامن العربي.
وكان لحوكمة المرفق الأمني وتحسين أدائه وترشيد موارده البشرية والمادية نصيب وافر من اهتمام مجلس وزراء الداخلية العرب، فبعد أن عمل المجلس طيلة سنوات على تركيز معايير الجودة الشاملة، خطا هذا العام خطوة متقدمة على هذا الصعيد بتنظيم مؤتمر للمسؤولين عن الرقابة والتفتيش في الأجهزة الأمنية العربية، كان مناسبة لتبادل التجارب والخبرات وتقاسم الممارسات الفضلى في مجال تقييم الأداء وتطوير المسار. فالمرفق الأمني في نظر المجلس بحاجة – كأي مرفق في الدولة بل ربما أكثر من أي مرفق آخر – التقييم الدائم والرقابة الداخلية المستمرة لضمان فاعلية العمل الأمني.
وإلى جانب السياسات الأمنية الرشيدة التي تنتهجها الدول العربية والدور البارز الذي يقوم به مجلس وزراء الداخلية العرب في تعزيز التعاون الأمني العربي، فإن الفضل في النجاحات المتحققة تعود إلى تضحيات رجال الشرطة في الميدان الذين يقدمون أرواحهم الزكية قرباناً للوطن والمواطن.
لذا يجب علينا في هذا اليوم أن نرفع للشرطة العربية خالص الشكر والتقدير عرفاناً بالجهود التي تبذلها والتضحيات تقدمها حرصا على اداء الرسالة النبيلة في حفظ الامن والاستقرار وبث السكينة والاطمئنان في ربوع اوطاننا الغالية، وهو ما يجعلنا ندعو كافة الجهات الى تقديم كل انواع الدعم المعنوي والمادي لها، كي تستمر في البذل والعطاء.
ولا ننسى ان نترحم على ارواح كل رجال الشرطة والامن الذين قضوا في سبيل اداء واجبهم المقدس في مواجهة الإرهاب والاجرام، مؤكدين ان هذه التضحيات لن تزيد اجهزتنا الامنية الا اصراراً وعزيمة على مواصلة اداء الرسالة النبيلة بكل مسؤولية وحزم، حتى يعم الأمن والأمان كافة ربوع وطننا العربي".