لفت عضو "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب غازي العريضي، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، إلى أنّ "اللقاء مع البطريرك الراعي كان لتقديم نسخة من كتابي الأخير "من بلفور إلى ترامب"، الّذي كان قد صدر قبل أن يتّخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامي قراره بشأن القدش"، مشيراً إلى أنّ "كان هناك نقاش مع الراعي في مضمون الكتاب بالتزامن مع القرار الّذي صدر، وكانت إشارة متواضعة منّي بتأكيد أهمية القمة المسيحية - الإسلامية الّتي عقدت هنا وأكّدت أهميّة القدس وموقعها والتفاهم الكامل حولها بين جميع المكوّنات اللبنانية والإسلامية والمسيحية عموماً، إضافة إلى تأكيد أهمية المواقف الّتي صدرت قبل القمة وبعدها والمستمرّة من قبل الصرح البطريركي وعلى رأسه البطريرك الراعي".
وأوضح أنّه "أيضاً كانت وقفة عند الدور الكبير الّذي قام به الراعي، وهو دور وطني جامع في مرحلة استقالة وتداعيات استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وذلك بالتنسيق مع كلّ المرجعيات السياسية. وهذا أمر مهمّ جدّاً يؤكّد دور بكركي والصورة الجامعة في موضوع القدس، وهي ليست الصورة الأولى، وهي تؤكّد أهميّة التنوّع في لبنان"، منوّهاً إلى أنّه "عندما نتحدّث عن التنوّع، نتكلّم على الحريات في لبنان والتلازم بين التنوع وبين الحريات أساس من أسس وجود لبنان ومبرّر من مبرّرات وجوده الأساسية، وهذا الأمر بالحقيقة ينبغي إحاطته بالكثير من الدقة والعناية والرعاية لكي تستمرّ هذه النكهة اللبنانية الفريدة في منطقتنا"، مركّزاً على "أنّنا اليوم نشهد بعض التعاطي الّذي لا يخدم حماية الحريات في لبنان سواء مع شخصيات سياسية أو إعلامية"، مؤكّداً "أنّنا مع تطبيق القانون ولكن بدون استنساب من جهة، وضمن المؤسسات والأطر المعنية بهذا الأمر من جهة أخرى، وأن يكون التعاطي شاملاً والنظرة شاملة على مستوى كلّ المؤسسات الإعلامية".
كذلك استقبل الكردينال الراعي وفد اتحاد "أورا" الّذي ضمّ الهيئة المنظمة لمعرض "فوروم الفرص والطاقات" الّتي تضمّ الهيئات الإدارية لجمعيات الإتحاد وعلى رأسها رئيس الاتحاد الأب طوني خضره. ووضع الوفد الراعي في أجواء تحضيراته لمعرض "فوروم الفرص والطاقات" 2018، وذلك بعد أن نظّم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان طوال 15 عاماً على التوالي وفي مثل هذه الفترة من السنة، المعرض المسيحي الذّي حقّق نجاحات كبيرة، وبعد أن تطوّر عمله إلى جانب الجمعيات الشريكة له في اتحاد "أورا" (لابورا - نبض الشباب - أصدقاء الجامعة اللبنانية).
وأكّد الوفد أنّه "جاء إلى الصرح البطريركي من أجل أخذ بركة البطريرك لاطلاق معرض "فوروم الفرص والطاقات" والإعلان عنه، لاسيما بعد رعاية الراعي للمعرض المسيحي ودعمه المستمر للرسالة الّتي يقوم بها الإتحاد"، مشدّداً على أنّ "المعرض يبرز كحاجة وطنية أكثر ممّا هو معرض متنوّع، لأنّه لا يهدف إلى الربح المادي، بل إلى ربح الطاقات الشبابية من خلال جمعها مع الفرص المتاحة لها في مكان واحد، ليتحقّق ما يحلم به شباب لبنان: العيش في بلدهم وأرضهم بكرامة لا تتأمّن إلا من خلال إيجاد العمل السليم والكريم، وخلق فرص جادّة وحقيقية لاستثمار طاقاتهم وقدراتهم الفكرية والعلمية والثقافية والتقنية".
من جهته، أبدى البطريرك دعمه وتشجيعه للمعرض، منوّهًا بـ"أهميته وبأهدافه الوطنية الجامعة، الّتي تصبّ في خانة السعي إلى الحفاظ على لبنان كما رآه القديس البابا يوحنا بولس الثاني، وطن الرسالة"، متمنيًا لاتحاد "أورا" الخدماتي والاصلاحي التوفيق والنجاح.
كذلك استقبل البطريرك الراعي قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اللواء الركن مايكل بيري. وكانت مناسبة لعرض عمل القوات الدولية في لبنان وتنفيذ القرار 1701، إضافة إلى الأوضاع الراهنة خصوصاً بعد قرار ترامب حول القدس. ونوّه الراعي بهذا العمل، شاكراً للدول المشاركة "مساهمتها ودعمها لكثير من المشاريع الإجتماعية والتنموية"، ومقدّراً "تضحياتها في سبيل الإستقرار والأمن والسلام في لبنان".
كما التقى الراعي، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبدو أبو كسم.