لفت وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل إلى "انني لاحظت أن تصريحاتي بشأن الأزمة في لبنان لم تحظ بالقبول في السعودية"، مؤكداً "انني حريص كل الحرص على ألا يحدث أي سوء فهم في هذا السياق، محور تصريحاتي بشأن الأزمة في لبنان ليس هجوماً على بلد بعينه في المنطقة، وهذا يشمل السعودية وإن توضيح ذلك مهم بالنسبة لي؛ إذ إن قلقي الشخصي وكذلك قلقنا السياسي في ألمانيا كان حصرياً إزاء سكان لبنان".
وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أشار غابرييل إلى أنه "لدي من العمر ما يكفي لأتذكر الدمار الذي سببته 15 عاماً من الحرب الأهلية في لبنان بين 1975 و1990، وكذلك حرب لبنان 1982 ومراراً وتكراراً قامت أيضاً قوى أجنبية بجر البلد إلى دائرة من الأزمات والعنف وكان سكان لبنان مضطرين إلى تقديم تضحيات هائلة، وفي الوقت ذاته يقدم هذا البلد اليوم الحماية لعدد كبير من اللاجئين السوريين وهذا هو السبب الذي يجعل الاستقرار والسلام في غاية الأهمية في لبنان وعلينا جميعاً، أي ألمانيا وأوروبا والولايات المتحدة، وبطبيعة الحال أيضاً بلدان المنطقة، أن نتعاون من أجل ضمان هذا السلام والاستقرار في لبنان"، مؤكداً أن "السعودية تشاطرنا هذا الهدف أيضاً".
وأكد "اننا نشاطر السعودية قلقها بشأن دور "حزب الله" كميليشيا، والدور الذي يلعبه في المنطقة"، معتبراً أن "عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى بيروت وتمكنه من الحصول على تعهد من جميع الأحزاب اللبنانية بالالتزام بمبدأ النأي بالنفس يُعد خطوة إيجابية. وسوف نراقب عن كثب ما إذا كان الجميع سيفي بهذا الوعد".
من جهة أخرى، أشار غابرييل إلى أن "الأزمة السورية، لم تنته، حيث يمنع النظام الأمم المتحدة من توزيع الطعام والأدوية"، داعياً إلى "حل سياسي يتم التوصل إليه تحت رعاية الأمم المتحدة وبناءً على القرارات ذات الصلة، خصوصاً القرار رقم 2254"، لافتاً إلى أن "النظام يماطل في العملية السياسية ويصرف الأنظار عنها ولا يتزحزح ولو قيد أنملة".