تعتبر أزمة إحتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية وما رافقها من مواقف مفصلية في الحياة السياسية اللبنانية، محطة أساسية في تاريخ لبنان، فما قبلها شيء وما بعدها شيء آخر لما انتجته من تقارب بين بعض القوى السياسية وتباعد بين بعضها الآخر. وفي هذا الاطار أتى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل برئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، فهل يترجم بتحالف في الانتخابات المقبلة؟!.
"باسيل يقوم بجولات على كل الأفرقاء الذين كانت لهم مواقف بارزة في الأزمة السابقة فقد زار النائب بهية الحريري الأسبوع الماضي وبالأمس التقى جنبلاط". هكذا تصف الكاتبة والمحللة السياسية سكارليت حداد المشهد، لافتةً الى أن "هذا اللقاء يأتي في وقت يكثر فيه الحديث عن "حلف خماسي"، يضم "حزب الله"، حركة "أمل" "التيار الوطني الحر"، تيار "المستقبل" والحزب الاشتراكي، وجاء نتيجة المواقف التي حصّنت لبنان في أزمته الأخيرة"، مضيفةً: "الوزير باسيل أراد من لقائه جنبلاط أن يبني على موقف رئيس الاشتراكي شيئاً للمستقبل ولا يترك العلاقة تعود الى ما كانت عليه قبل الأزمة". أما الكاتب والمحلل السياسي خليل فليحان فيرى في اللقاء بداية تحالف انتخابي ستظهر معالمه في الأيام المقبلة، مشدداً على "ضرورة عدم التقليل من أهميته لأنه حصل في منزل جنبلاط وبوجود العائلتين".
يشير فليحان عبر "النشرة" الى أن "هذا اللقاء هو صفحة جديدة بين الرجلين خصوصاً وأن جنبلاط غرّد بعد اللقاء قائلاً نريد أن ننسق في كل شيء"، لافتاً الى أن "في هذا الكلام مؤشر حول امكانية بناء علاقات جديدة بين الحزبين وليس مستبعداً أن تصل الى حدّ التحالف لأنه بالسياسة ما من عدو دائم ولا من صديق دائم". في حين أن سكارليت حداد تلفت الى أنه "قبل أزمة احتجاز الحريري كان هناك محاولة من باسيل لاستقطاب أو "جسّ النبض" لتحالفات انتخابية في الجبل من خلال الزيارات التي قام بها الى قضاءي الشوف وعاليه ولكن اليوم الجوّ ملائم أكثر".
التقارب الذي حصل بين "الاشتراكي" و"التيار" يغيّر كثيراً في التحالفات الانتخابية خصوصاً وأنه قبل الأزمة كان الإتجاه الابرز الى عقد تحالف بين "الاشتراكي" و"القوات" وربما "المستقبل. هنا تشير سكارليت حداد الى أن "القوات هي التي وضعت نفسها في مكان آخر من خلال المواقف التي اتخذتها في أزمة الحريري"، لافتةً الى أن "المستقبل يتجه الى ترشيح وزير الثقافة غطاس خوري في دير القمر مقابل النائب جورج عدوان أو دوري شمعون، أما "القوات" فتبحث في الشوف عن حليف سني غير "المستقبل" قد يكون الجماعة الاسلامية في اقليم الخروب"، ومؤكدةً أن "كل هذه الحسابات سابقة لاوانها ويجب الأخذ بالحسبان البعد الأقليمي".
انتهى اللقاء بين باسيل وجنبلاط ليبقى الانتظار سيّد الموقف على ما سيحمله هذا اللقاء من تغيرات سياسية في الأيام المقبلة فهل يترجم بتحالف بين "التيار"، "الاشتراكي" و"المستقبل" في الشوف؟!.