لفت الدكتور جيلبير المجبر، الى ان ها هو الميلاد يدقّ ابوابنا معلناً قدومه، حاملاً معه رسائل أملٍ ورحمة لقلوب الناس أجمعين، رسائل تُعبِّر في مضمونها عن المعنى الحقيقي لهذا العيد، رغم كل سيئات البشر وخطاياهم، ورغم كل هذا الكمّ من الحقد المتزايد وإلقاء الخطابات المتشنجة، ورغم كل هذا الكره بين بني البشر الذي وصل الى مستويات خطيرة، حتى انتشرت ثقافة الموت وأصبح الناس مجرد أرقام تضاف إلى التوابيت، هذا فضلاً عن المئات ممن ذهبوا ضحايا اجرام وسُجِّلوا في عداد " مفقودي الحرب".
وأضاف المجبر، اننا أصبحنا نعيش في دوامة من الفوضى غير المنظمة، فعدنا بذلك إلى قرونٍ خلت، كنا فيها ضحايا اطماع دول تناحرت على حسابنا واستغلتنا لتنفيذ اجنداتها المشبوهة فقط من أجل زعامة من هنا وكسب ثروات من هناك، ووجّه المجبر نداء في زمن الميلاد أن أعيدوا حساباتكم، وعودوا إلى خالق الكون، وتذكروا انكم سترحلون عن هذه الدنيا، وأن ما تجمعونه من ثروات وما تكسبونه من وجاهات ومناصب لا قيمة لها، قيمتكم فقط فيما تقدمه ايديكم من خيرات، وبما تظهرونه من رأفة وتسامح لمن حولكم، قيمتكم تكمن فقط في انسانيتكم ولا شيء سواها، في عطفكم وتسامحكم ومحبتكم للآخر ومد يد العون له، قيمتكم في ان تكونوا على صورة العيد وطفل مغارته، بعيداً عن كل لغات الكره والشرّ من حولنا، فاتعظوا لعلُّكم تعيشوا قليلاً اسمى معاني انسانيتكم.
وأشار إلى أنه "وفي زمن الميلاد، العين شاخصة صوب مهد الديانات حيث قيامة المسيح وكنيسة القيامة تتكاتف كتفاً إلى كتف مع المسجد الأقصى المبارك، ليرسلان عبيرهما صوب العالم أجمع، ويبعثان بقدسيتهما على الرحمة في قلوب الناس، لتعلوا صيحات الأمل بأعوامٍ قادمة تحمل معها الخيرات في زمن انحلال لغة العقل وبروز لغة الكره والتعصب"، مؤكداً أن "القدس عربية، وأن القدس ستبقى عاصمة الأديان السماوية وهي محمية ومصانة بحمى الخالق، مهما حاول الأعداء تشويه التاريخ والجغرافيا ومهما حاول عبر مخططات الاستيطان تغيير معالم المدينة المقدسة، مدينة المهد والحضارة".
وأفاد المحبر أنه "في زمن الميلاد، لن نحيد عن النضال من أجل كل مقدساتنا وتاريخنا، من أجل كرامتنا ومستقبل أبنائنا، من أجل ان نحيا آمنين لا مضطهدين، من أجل الإنسانية التي بداخل كل منا، من أجلنا جميعاً لنعيش بأمن وأمان آمنين وفي زمن الميلاد، سنبقى على عهدنا وأملنا بميلاد جديد للأمة علّه يقينا شرور أفعالنا".