أكدت مصادر الصرح البطريركي لصحيفة "الديار" أن "رئيس الجمهورية ميشال عون تربطه علاقة جيدة بل ممتازة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وهناك قواسم مشتركة كثيرة يتفق عليها الرئيس والبطريرك خصوصاً على الصعيد الوطني واخرها معالجة عون لمسألة استقالة سعد الحريري لحكومته من السعودية حيث يبدي الراعي التقدير الكبير لحكمة رئيس البلاد في معالجة هذه الازمة الكبيرة والمصيرية وبالتالي لولا رؤية العماد عون لكانت الامور اتجهت الى منحى اخر لا يمكن للبلاد ان تتحملها"ز
وكشفت المصادر أن "المواضيع التي سيتطرق اليهال الراعي والرئيس عون خلال الخلوة بينهما في بكركي، متعددة ومتنوعة لكن اولوياتها تتلخص بالتالي: اولاً: في بداية الخلوة سوف يقدم رئيس الجمهورية التهاني للبطريرك بالاعياد المجيدة تمهيداً للدخول بالانجازات التي حققتها السنة الرئاسية الاولى ابتداء من قانون الانتخاب وصولاً الى الموازنة وغيرها من المواضيع الاساسية، وسوف يقدم البطريرك للرئيس عون التهنئة له بانجازها بسرعة قصوى وفق خلفية نوعية هذه القرارات على الصعيد الوطني"، موضحة أنه "ثانياً: من المنتظر ان يقدم الرئيس للبطريرك تهنئة خاصة لدعوته الى القمة الروحية الجامعة التي عقدت في الصرح البطريركي وما تركته من اثر طيب في نفوس اللبنانيين جميعا والعرب مسلمين ومسيحيين، وسوف تكون قضية القدس محط اهتمام الخلوة التي ستدوم ساعة من الزمن لان المقدسات المسيحية كما الاسلامية معرضة للاخطار الكبيرة جراء اعلان الرئيس الاميركي القدس عاصمة لاسرائيل".
ورأت المصادر أن "هناك رؤية موحدة حيال هذه القضية بين الرئيس والبطريرك نظراًَ لايمانها بان القدس بقدر اهميتها للمسلمين فهي اولوية لدى المسيحيين حيث تتجسد قيامة السيد المسيح وهي جوهر الديانة المسيحية لانه لا وجود للمسيحيين دون قيامة وكنيسة القيامة في القدس العربية هي اساس الايمان المسيحي"، مشيرة الى أنه "ثالثاً: مسألة النازحين السوريين حيث هناك رؤية مشتركة بين بكركي وبعبدا لجهة عودتهم الى بلادهم في اقرب وقت، خصوصا ان هناك مساحات واسعة وآمنة في بلادهم لان لبنان بات لا يحتمل تداعيات هذا النزوح وتأثيره الاقتصادي والاجتماعي والامني على المجتمع اللبناني من بطالة وركود اقتصادي وهجرة اللبنانيين الى الخارج طلبا للعمل".
وأضافت: "رابعاً: تعزيز الحضور المسيحي واعادة التوازن والشراكة في ادارات الدولةو التي تحقق قسم منها والباقي سوف يأخذ حقه ولكن ليس من درب اية طائفة انما وفقاً لمبدأ الموازنة في العديد من المؤسسات الرسمية وسوف يضع الرئيس البطريرك الراعي فيما اثير مؤخراً حول اعطاء الحقوق لما يعرف "بدورة عون" في السلك العسكري وان معالجة هذا الامر سوف تحقق ليس على حساب احد من الطوائف الاخرى، كما ان الراعي سيثير مع رئيس الجمهورية الرؤية الرمادية التي تحكمت بمشهد المصالحة المسيحية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ وضرورة تعزيزها واعادة اللحمة اليها وضم افرقاء آخرين سبيلاً لتحقيق الوحدة الوطنية. خامساً: قضية سلسلة الرواتب وانعكاسها على الوضع التعليمي الكاثوليكي وزيادة الاقساط المدرسية على الاهالي وسوف يؤيد الراعي رؤية الرئيس عون لحل هذه القضية لاشراك الدولة في الاعباء المالية للمعاهد التعليمية خصوصاً في المدارس الكاثوليكية، ويضاف الى هذا البند اجماع لدى الجانبين على ضرورة استئصال الفساد من ادارات الدولة وما حققته الوزارة المعنية بهذا الاطار خصوصاً ان رسالة الميلاد تحدثت عن الدراسات التابعة للبنك الدولي عن ان ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى الفقر بعد ان كان يعيش اللبناني في بحبوحة وكرامته مصانة".
ولفتت الى أنه "سادساً: سوف يبدد الرئيس عون خشية البطريرك الراعي على الحريات العامة وحرية الاعلام ويعود ليؤكد له انه لم ولن يتدخل في القضاء لا الآن ولا في المستقبل انما للحرية الاعلامية حدود رسمها القانون وليس رئاسة الجمهورية ومن هذا المنطلق يمكن تحديد سياسة العهد بالنسبة للحريات المصانة الى ابعد الحدود ولن يكون هناك اي مظلوم في هذا الاطار في جو من الشفافية التامة حسب تعليمات رئيس الجمهورية للقضاة بتحكيم ضمائرهم وعدم الالتفات الى الضغوط السياسية".