أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّه يحمل سيف النصارى في لبنان ويعتزّ به ولا شيء يحبطه، مشيراً إلى أنّ لبنان بالنسبة إليه هو "قطعة سما"، ولكنّها ذاهبة إلى المحاصصة والسرقات وما إلى هنالك، مشدّداً على أنّه يرفض ذلك، لافتاً إلى أنّه بذل الغالي والنفيس دفاعاً عن لبنان منذ 43 عامًا حتى الآن ولا يزال.
وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "سهر الليل" في حلقة ميلاديّة خاصة أدارها المقدّمان والممثلان شادي مارون وغابي حويك، وجمعته مع كل من السيدة الفنانة غريس أيانيان الأشقر والممثل الياس الزايك والشاعر حبيب بو أنطون، تحدّث أبو فاضل للمرّة الأولى عن طفولته والمراهقة الشبابية والسياسيّة، حيث لفت إلى أنّه من قرية نابيه التي يُعرَف أهلها بصلابتهم، وأشار إلى أنّه انتسب إلى حزب الكتائب حين كان يبلغ من العمر 12 سنة، وكان يقاتل بعمر 14 سنة في العام 1975. واستذكر والده الأستاذ شاهين أبو فاضل، الذي كان من مؤسسي عصبة تكريم شهداء لبنان، وهو توفي بحادث سير وكان عمره 57 سنة، مشيراً إلى أنّه لم يكن يومها قد بلغ 18 سنة.
وشدّد أبو فاضل على ضرورة أن يكون الإنسان حذراً في هذه الأيام، انطلاقاً من شعار يتمسّك به وهو "كن حذراً، فالعدو في كل مكان"، وذكّر بالتهديدات التي تعرّض لها من إرهابيي "داعش"، إلا أنّه لفت إلى أنّه لا يزال يذهب ويأتي بمفرده، ولا يخاف أحداً.
هل يستقيل وزراء "القوات"؟
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ وزراء "القوات اللبنانية" قد يستقيلون وينسحبون من الحكومة في حال بقاء القوات على مواقفها الحالية واقتراب موعد الانتخابات النيابية، مشيراً إلى أنّ وزراء "القوات" لن يبقوا في الحكومة، لافتاً إلى أنّ أداءهم جيّد، إلا أنّ ما حصل قبل وبعد استقالة الرئيس سعد الحريري أظهر وجود خلافات داخل الفريق الآذاري، في حين بدا واضحًا أنّ فريق 8 آذار هو الحريص على الصبي وكان "أم الصبي" عمليًا.
ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ رئيس حزب "القوات" سمير جعجع لا يستطيع الاستمرار في الحكومة وهو يعتبر أنّه لا يزال بنفس القوة والزخم كما كان في السابق، مشيراً إلى أنّ هناك حلفاً خماسيًا بدأ يتبلور، وبالتالي، فإنّ مصلحة "الحكيم" قد تكون بالاستقالة من الحكومة للظهور بمظهر "الضحية" أمام الرأي العام.
ورداً على سؤال، نفى أبو فاضل وجود تواصل بينه وبين جعجع، مشيراً إلى أن لا لقاءات مشتركة بينهما.
الطائف أطاح بصلاحيات الرئيس المسيحي
وانتقد أبو فاضل السياسيين الذين نهبوا البلد وسلبوه، مشدّداً على وجوب تخفيض الضرائب على الناس ووقف السرقة، لافتاً إلى أنّ 75 بالمئة من السياسيين سرقوا البلد، وهذا معروف.
ورداً على سؤال، أكّد أنّ لبنان مركّب طائفيًا، وهو مع اعتباره لبنان قطعة سماء، إلا أنّه كدولة كذبة كبيرة، مشيراً إلى أنّ مشكلة اللبنانيين أنّهم جميعًا طائفيون ولكنّهم يقولون أنّهم يعارضون الطائفية، لافتاً إلى أنّ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان يجب أن تبقى الأساس.
وجدّد أبو فاضل انتقاده الشديد لاتفاق الطائف الذي خرب لبنان، موضحاً أنّ هذا الاتفاق هو الذي أطاح بصلاحيات الرئيس المسيحيّ ولم يترك شيئاً.
لو لم يكن عون قوياً لما استطاع أن يحكم
ورداً على سؤال، قال أبو فاضل: "لولا العماد ميشال عون اليوم هو رئيس قوي، لما استطاع أن يحكم، لأنّ الصلاحيات هي مع الحكومة وليست مع الرئيس"، وأضاف: "في هذا العيد، لا أستطيع إلا أن أستذكر كيف كانت البلاد في السابق في أيام العز".
وفيما تساءل أبو فاضل عن قدرة سياسة النأي بالنفس التي أعلنتها الحكومة على الصمود، شدّد على ضرورة الحفاظ عليها، وذلك في سبيل إنقاذ لبنان من أيّ أزمات وعواصم يمكن أن يتعرّض لها.
على المسيحيين الانخراط مجدّداً في الجيش
من جهة ثانية، أثار موضوع فاضل موضوع الانقسامات الحاصلة بين المسيحيين أنفسهم، وأشار إلى أنّ هذا الأمر ليس دليل تنوّع، مستهجناً كيف أنّ المسيحيين يفضّلون أن يسافر أبناؤهم إلى الخارج على أن ينخرطوا في مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية، ولا سيما الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة. وأكد وجوب أن ينخرط المسيحيون في الجيش اللبناني كما كانوا يفعلون في السابق، وأن لا يتركوه.
ورداً على سؤال، نفى أبو فاضل ما يُحكى عن علاقات تجمعه مع السفارات الأجنبية، لافتاً إلى أنّ لديه صداقات، ولكن أخصامه هم الذين يختلقون الأخبار عنه بهدف أذيته، وشدّد على أنّه يعتبر لبنان رسالة كما قال البابا.