أشار رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير الى ان عيد الميلاد في المدينة هذا العام "كان له صبغة خاصة وطعم مختلف بعدما تحررت حلب بالكامل من تبعات الارهاب، وعادت خدمات اساسية اليها كالكهرباء والمياه، وهي باتت متوفرة وبحال أفضل"، لافتا في الوقت عينه الى ان "التحديات لا تزال كثيرة وهي مرتبطة بشكل رئيسي باعادة الاعمار وتحسين القوة الشرائية لليرة السورية".
وأكد نصير في حديث لـ"النشرة" أن عملية اعادة الاعمار انطلقت على أكثر من مستوى في المدينة وبالتحديد من خلال ترميم عدد كبير من المنازل، لافتا الى ان "بطريركية الروم الأرثوذكس قررت ترميم 300 منزل، فيما تولت الأم فاديا، وهي احدى الراهبات التي تمتلك مؤسسة خيرية ترميم 200 منزل في مساكن هنانو". وقال: "نحن ككنيسة انجيلية سنساهم بترميم 200 منزل كما أعددنا مخططا سنقدمه للمعنيين لاعادة ترميم كتيستنا المدمرة"، لافتا الى ان "عملية ترميم عدد من الكنائس والمساجد انطلقت وهناك خطوات جدية في هذا الاتجاه".
عائلات مسيحية في حلب
ولفت نصير الى ان "الدولة السورية تقوم أيضا بجهود كبيرة في مجال اعادة الاعمار"، موضحا انّه "تم مؤخرا اعادة تأهيل طريق المطار، وقد نكون بحاجة لزخم اكبر وتكريس مزيد من الأموال في سبيل هذا المشروع". واضاف: "اما المساعدات الخارجية لاعادة الاعمار فتحتاج بدزن شك لترتيبها وتنسيقها مع الدولة السورية، خاصة وان هناك دولا ومؤسسات مهتمة في هذا الموضوع".
وردا على سؤال عمّا اذا كانت هناك حركة عودة الى حلب، أكّد نصير وجود عائلات عادت الى منازلها بعدما صُدمت بواقع الغرب وطريقة العيش هناك"، لافتا الى ان "لا احصائيات دقيقة لعدد المسيحيين الذين تركوا حلب وسوريا ولا لأؤلئك الذين عادوا". واضاف: "الكنائس تكرس جهودا جبارة لاعادة أبنائها تماما كما تفعل الدولة التي تقدم كل التسهيلات اللازمة لعودة كل السوريين الى أرضهم".
المصالحة مسيرة طويلة
وشدد نصير على ان "المصالحة بين السوريين ليست لحظة سحرية يتخلى فيها الانسان عن كل شيء ويمد يده للآخر لمصالحته، بل هي مسيرة طويلة تحتاج لعمل جاد وتفكير هادىء ولوضع خطة دقيقة لخلق الجو المطلوب لتحقيق هذه المصالحة"، معتبرا "اننا جميعنا مدعوون لنكون جنود مصالحة، مع وجود انجازات تحققت في هذا المجال، لكن التحديات لا تزال كبيرة والرحلة طويلة".
وعن أمنياته لسوريا في العام الجديد، عبّر نصير عن أمله في ان "يتحقق الخلاص لبلده من قوة الشر ومن ابليس الذي يحارب من خلال الارهابيين، وأن تعود وحدة التراب السوري فيتم أيضا الحفاظ على تنوع المجتمع وينتصر مجد الله لا مجد الأديان، ومجد الوطن لا مجد أي سلطة سياسية كانت".