اعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد قباني أن العام 2017 كان غنيا بالأحداث، فبدايته كانت مثيرة كما نهايته، موضحاً أن "بدايته كانت مثيرة من حيث الإتفاق على انتخاب الرئيس ميشال عون، والذي كان أمرا مهما والاتفاق الذي أتى في نفس الوقت بالنسبة لحكومة سعد الحريري. وفي نهاية هذا العام نحن نشهد تطوّرات خطيرة على صعيد المنطقة، وكذلك على صعيد لبنان، فبالنسبة للبنان قد مررنا بأزمة بدأت باستقالة الحريري من الرياض، واستمر الجو ساخنا بحيث انشغل قادة العالم بموضوع الحريري، والأخبار التي تم تناقلها عن احتجازه وما سوى ذلك. ثم انتهى الأمر بالاتفاق على الإخراج الذي أكد النأي بالنفس من قبل الحكومة بالإجماع ومن قبل كل أفرقاء الحكومة وهذا أمر مهم".
على الصعيد الخارجي، رأى أننا "نشهد الآن تطورا دراميا بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يبدو أنه اتخذ قرارا عمليا لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهذا أمر خطير بالنسبة للعرب وقد شبّهه البعض بأنه بمثابة وعد بلفور الثاني في القرن الـ21".
وأشار إلى أنه بين هذا وذاك تطورت الأمور في المنطقة، فشهدنا نهاية داعش بأكثر من موقع وشهدنا أيضا الإرهاب الذي امتد إلى مصر بشكل مريع، ثم شهدنا في الوقت نفسه أحداثا درامية في اليمن، فبعد أن انقلب الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الحوثيين قتلوه والآن مصير اليمن ما زال مجهولا"، قائلاً: "هذا العام كانت فيه الكثير من الأحداث الساخنة".
وتمنى النائب قباني أن يكون العام المقبل أفضل من العام الحالي، خصوصا مع إقرار مجلس الوزراء تلزيم التنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخاصة في لبنان، وفي الوقت نفسه إذا كان الوضع في سوريا قد قارب على الوصول إلى سلام فقد نشهد بدايات الإعمار في سوريا، وهذان الأمران بالنسبة للبنان مهمان جدا، وانطلاقا من ذلك، نأمل أن تكون السنة المقبلة أفضل من السنة السابقة، لا سيما بالنسبة للوضع الاقتصادي الخانق الذي يمر به البلد".
وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، اعتبر النائب قباني أن "التمسّك بالتوازن الطائفي في الوظيفة العامة، بات أمراً معيباً بحق لبنان واللبنانيين"، مشيراً إلى أن اتفاق الطائف "حصر المناصفة في مجلس النواب ومجلس الوزراء ووظائف الفئة الأولى، شرط أن تخضع تلك المراكز للمداورة بين كافة الطوائف".
ورأى أن "من المؤسف أن التوازن بات يشمل الفئة الرابعة والخامسة، وبهذه الطريقة لن نبني وطناً"، مؤكداً أن "الوطن يبنى بالكفاءات والمواطنة وليس على طريقة أن كل طائفة تسعى لتكريس حقوقها على حساب الكفاءات"، معتبراً أنه "ليس من مصلحة أي فئة أن تتمسك بالتوازن خصوصاً لدى الفئة التي تقول: إنها أقلية وفي تناقص مستمرّ، وهذه الفئة تحمي نفسها بالكفاءات وليس بالأعداد".
وقد شدد النائب قباني على أن "تشبث البعض بالمناصفة في كل الإدارات يعيق تقدّم الدولة"، قائلاً: "للأسف نحن في لبنان لم نأخذ من التطور العصري سوى السيارات الفخمة والمطاعم الراقية، وما دون ذلك نحن نعيش في العصر الحجري".
وسأل "هل يعقل أن الهيئة العامة للطيران المدني لم تؤلف منذ 15 عاماً، وهي معطلة بسبب التوازنات والخلاف على الأسماء؟". ولفت إلى أنه "لم يبق مطار في العالم يدار من قبل الدولة إلا في لبنان".