أفادت مصادر صحيفة "الشرق الأوسط" أن "توجيهاً مباشراً" من "أحد مشايخ الإرهاب في إيران" صدر على شكل "فتوى" لأفراد الخلية التي اختطفت القاضي محمد الجيراني بقتله ودفنه، وذلك بعد 48 ساعة من اختطافه.
وحسب المعلومات، فإن المختطفين واجهوا مأزق عدم قدرتهم على إخفاء الجيراني لفترة أطول، في وقت لا يمكنهم أيضاً جلب الشبهة لأنفسهم بالاختفاء عن أهالي بلدة العوامية كي يؤمّنوا حراسة قاضي المواريث المختطف في إحدى المزارع المهجورة في العوامية، مما دفعهم إلى اللجوء للاستعانة برجل دين في إيران أفتى لهم بجواز قتله، فتم ذلك بعد ورود التوجيه لهم مباشرة.
وأكدت المصادر، أن طول مدة اختفاء الشيخ الجيراني زادت الضغوط الاجتماعية والمحيطة، وازدياد وتيرة البحث، سواء من الجهات المختصة أو من أقارب القاضي، اضطرب المختطفون إلى الالتقاء بمن يثقون في رأيه واعترفوا له بجرم الاختطاف، فكان التواصل مع من وصفهم أحد المصادر بـ"مشايخ الإرهاب في إيران"، وجاء التوجيه بالتصفية والدفن ليخرجوا بالشيخ في إحدى المزارع وينفذوا الجريمة بعد التوجيهات الواردة مباشرة من إيران، وأنزلوا الجيراني وهو على قيد الحياة في حفرة حفروها في مزرعة في منطقة تسمى الصالحية، وأطلق أحدهم طلقتي رصاص في صدر الجيراني، ثم دفنوه.
وكان القاضي الجيراني قد اختطف من منزله ببلدة تاروت التابعة لمحافظة القطيف السعودية في كانون الأول 2016، وقامت زوجته بإبلاغ الجهات الأمنية. وسبق اختطافه تصريحات له انتقد فيها إرسال بعض أهالي المحافظة لأمول الزكاة للعراق ولبنان وإيران عوضاً عن توزيعها على المحتاجين من أبناء المنطقة، كما استنكر الجيراني أيضاً حادثة إطلاق النار على عبد السلام العنزي، أحد منسوبي قوات الأمن، على يد أربعة مسلحين. كما سبق أن انتقد القاضي الجيراني قبل اختطافه وقتله، استخدام منابر المساجد لمهاجمة الدولة ووجّه نقده لمن يتاجرون بدماء الشباب.