وأخيرا انفرطت حبات عنقود ارهابيي "عين الحلوة" بعد خروج أحد أبرز قياديي المجموعات الارهابية في المخيم بلال بدر باتجاه محافظة ادلب السورية، التي سبقه اليها شادي المولوي وأبو خطاب المصري وعناصر مجموعة أحمد الأسير، وغيرهم من المطلوبين للسلطات اللبنانية والفصائل الفلسطينية على حد سواء. ويبقى في اللائحة الطويلة لهؤلاء المطلوبين اسمين رئيسيين هما أمير تنظيم "فتح الاسلام" في المخيم أسامة الشهابي ومسؤول "الشباب المسلم" هيثم الشعبي اضافة لأسماء أخرى أقل أهمية، بعدما تم اخراج معظم "الرؤوس الكبيرة" في عمليات لا تزال حتى الساعة غير مفهومة ومبهمة، واستدراج "الرؤوس الأصغر" وتسليمها للسلطات اللبنانية، اضافة الى مطلوبين آخرين تم اقناعهم بتسليم أنفسهم باعتبار ان ملفاتهم بسيطة وعقوباتهم لن تكون طويلة.
واللافت أن هيثم الشعبي الذي خرج برفقة محمد العارفي نهاية العام الماضي غاب لأسابيع، وما لبث أن عاد وحيدا الى "عين الحلوة"، ما فاقم التساؤلات حول الشبكات التي تسهل عملية التنقل بين ادلب و"عين الحلوة"، كما حول المهمة التي كان موكلا بها.
وبحسب المعلومات، فان "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على معظم محافظة ادلب وتشكل "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" عمودها الفقري، هي التي تتولى التنسيق المباشر مع الراغبين بالاستقرار في المحافظة السورية على الحدود التركية، وتؤمن لهم مكانا للسكن والمصاريف اللازمة، علما ان مصادر في المعارضة السورية موجودة في ادلب تتحدث عن "تجمع أقامه هؤلاء الهاربين من "عين الحلوة"، مشددة في الوقت عينه على انهم "لا يمارسون اي نشاط أمني أو عسكري يُذكر".
ومع انضمام بلال بدر للتجمع السابق ذكره تكون مجموعته التي خاضت مواجهة عنيفة بوجه حركة "فتح" الصيف الماضي انفرط عقدها هي الأخرى، لا سيّما وانّه كان قد سبق خروج بدر استدراج عضوين أساسيين في مجموعته هما ساري حجير وكمال بدر. وبذلك تكون ظاهرة المجموعات الارهابية في المخيم تقلصت لتقتصر على بعض العناصر الفردية التي تحمل فكرا متطرفا وكحدّ أقصى على مجموعات صغيرة جدا لا يتعدى عدد أفرادها الـ5 أو الـ10. وفي هذا الاطار، تقول مصادر في "فتح" ان المخيم تنفس حقيقة الصعداء بعد خروج بلال بدر، وأزاح عن كاهله عبئا كبيرا كان يكبّل سكانه، لافتة الى ان "عصبة الأنصار" و"الحركة الاسلامية المجاهدة" المتطرفتان، وبانفتاحهما على باقي الفصائل كما على الأجهزة الامنية اللبنانية وتعاونهما بتسيلم عدد من المطلوبين، باتا يميلان الى الاعتدال ويسعيان للتحول لحزبين سياسيين، وان كان الأمر سيحتاج مزيدا من النقاش والكثير من العمل.
وتعتقد الفصائل في "عين الحلوة" انّه وبطي صفحة "المطلوبين" تستطيع أن تعيد تركيز بوصلتها الى القدس وفلسطين، بعد التطورات الأخيرة التي شهدها الملف على خلفية القرار الأميركي الأخير اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. ويبدو أنّها لن تتردد بتلبية دعوات حزب الله المتتالية، وآخرها دعوة أمينه العام السيد حسن نصرالله لتوحيد الجبهات ووضع "استراتيجية موحدة للمواجهة، وخطة ميدانية وعملانية متكاملة تتوزع فيها الادوار وتتكامل الجهود في المواجهة الكبرى المرتقبة مع اسرائيل".