يؤكد قيادي بارز في 8 آذار ان الحدث الايراني يشغل مساحة كبيرة من اهتمامات قوى 8 آذار و14 آذار على حد سواء لكن القيادي نفسه يركز على وجود حالة من «التريث» واقرب الى الصمت عند قوى 14 آذار وخصوصاً عند رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه السياسي والحزبي في تيار المستقبل وكتلة المستقبل كما هو لافت تمسك كل من النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات سمير جعجع بالصمت وعدم تناول الازمة الايرانية لا تصريحاً ولا تلميحاً بينما يؤكد القيادي وبشكل صريح وواضح ان كل قيادات احزاب الممانعة والمقاومة باتت مطمئنة الى ما يجري في طهران مع قناعة كل هذه القيادات ان ايران وقيادتها الحكيمة ستنتصر في النهاية على كل المؤمرات التي تحاك ضدها كما انتصرت على حرب صدام عليها في الثمانينات وكما انتصرت على كل المخططات والضغط والحصار منذ انتصار الثورة الاسلامية في طهران منذ العام 1979 وحتى اليوم.
ويرى القيادي ان تريث بعض القوى اللبنانية السياسية وخصوصاً الصف الاول في تجمع 14 آذار «المتهالك»، ناجم عن عدم الرغبة في تكرار «حسابات» احداث العام 2009 الخاطئة التي كانت محصورة في طهران وعلى خلفية الانتخابات الرئاسية وبين الاحزاب الايرانية وبين المحافظين والاصلاحيين وانتهت الاحداث بمصادمات محدودة في الشارع واعتقالات ولم يسقط قتلى او جرحى كما يجري اليوم. فما يحدث اليوم مختلف عما جرى في العام 2009 وتسعى قوى التخريب الى توسعة حلقته لتشمل العديد من المدن والمحافظات الايرانية. وفي ذلك الوقت تسرعت بعض هذه القيادات وكشفت نياتها الحقيقية تجاه النظام الاسلامي في ايران ورغم النيات الدفينة الراغبة بسقوط النظام الحالي ومجيء نظام متحالف مع اسرائيل واميركا ويقطع علاقاته بقوى المقاومة في لبنان وفلسطين لتغيير موازين القوى في المنطقة ما زالت موجودة، يحسب هؤلاء الف حساب من تجاوز ايران القوية وقيادتها هذا «القطوع» بأقل خسائر ممكنة وفي وقت قصير جداً.
ويؤكد القيادي ان القوى الحليفة لطهران تابعت عن كثب تفاصيل الاحداث الايرانية الاخيرة خلال لقاء وفد من احزاب 8 آذار وضم ممثلين عن حزب الله وحركة امل والحزب القومي والاحزاب الاسلامية والقومية والناصرية سفير ايران في لبنان محمد فتحعلي في مبنى السفارة. وينقل القيادي اجواء اللقاء التي ركزت على مناعة وحصانة نظام الجمهورية الاسلامية في ايران والناجم عن ان ايران دولة قوية بجيشها وشعبها ومؤسساتها وبتفوقها العسكري والتكنولوجي في المنطقة ولنظام عقائدي واسلامي متماسك بين القيادة السياسية والمرشد الاعلى وبين الشعب بالاضافة الى انها دولة لم توفر هي وشعبها وقيادتها اي امكانات لدعم المقاومة والشعب في لبنان وكذلك في فلسطين وسوريا والعراق واليمن والبحرين فايران التي تتعرض لحصار متعدد الاوجه تعاني من ازمة اقتصادية على المستوى الداخلي لكنها ليست بالحجم الذي يصورها به الاعلام السعودي والخليجي والاميركي والغربي بل هي ازمة ناتجة من مجموعة من العناصر مجتمعة. فرغم الحصار الخليجي ومنع المواطنين الشيعة من زيارة مشهد والعتبات الدينية ورغم كل الاجراءات الاميركية لمحاصرة الرساميل والسيولة الايرانية عبر حركتها في البنوك والشركات والبورصات العالمية لا تزال ايران افضل بكثير من العديد من الدول المجاورة لها وخصوصاً دول الخليج العربي والتي رغم امكاناتها النفطية والمالية تعاني من ازمات اقتصادية لا تزال مخبأة تحت ضغط الانظمة الامنية والمخابراتية التي تحكمها وخصوصاً في السعودية.
ويؤكد القيادي ان القيادة الايرانية تجزم ان الاحداث انتهت وتمت السيطرة على محاولات التخريب والفتنة. وهي تفصل بين نوعين من المحتجين، النوع الاول وفي مناطق بعيدة من العاصمة طهران له مطالب اجتماعية تؤكد القيادة الايرانية انها تعالجها وتستجيب ما امكن لمطالب الناس الاقتصادية بفعل الحصار الجائر.
والشق الثاني: هو شق امني بحت اذ فصلت القيادة الايرانية بين المعتصمين السلميين والمطالبين باصلاحات اجتماعية واقتصادية وبين المخربين والعابثين بالامن والاستقرار والذين سعوا الى تخريب الاقتصاد الايراني واحرقوا المؤسسات ودمروا المنشآت العامة والمراقد الدينية بهدف زرع الفتنة بين الايرانيين وهم مجموعة مندسة وتعمل تحت وصاية الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية والسعودية وتجري ملاحقتهم جميعاً.
ويشير القيادي الى ان الوفد سمع من فتحعلي عن وجود معطيات عن تضخيم وتشويش اعلامي غربي واميركي وعربي اذ نقل الاعلام ما يجري في مناطق معينة ونقل صور المحتجين واهمل مثلاً صور عشرات الالاف من الداعمين للمرشد وللثورة وللقيادات الايرانية وللحرس الثوري وفي هذا الانحياز هدف اساسي وتمن ورغبة وسعي واضح وملموس لتغذية المخربين لقلب نظام الحكم وتغيير عقيدته السياسية وتحالفاته ودعمه لكل قوى التحرر والمقاومة في المنطقة.