أكد القيادي في "التيار الوطني الحر" بسام الهاشم أن أزمة مرسوم ترقية ضباط من دورة 1994 لا تزال قابلة للحل عبر القنوات المفتوحة بين قصر بعبدا و"عين التينة"، مشددا على وجوب التعاطي مع المسألة بهدوء خاصة انّه وفي ظل وجود النيّة الطيبة لدى الرئاستين الاولى والثانية، فكل شيء قابل للحل.
وأشار الهاشم في حديث لـ"النشرة" الى ان "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اعتمد عندما وقّع ورئيس الحكومة سعد الحريري المرسوم على مراسيم سابقة لا تستلزم تبعات مالية ولم يوقعها وزير المال"، لافتا الى ان "رئيس المجلس النيابي نبيه بري من جهته يعتبر ان ما حصل هو خرق لقواعد العيش المشترك ولحالة الوفاق الوطني"، وأضاف: "ان كنا نتفهم هواجس بري الا اننا بالوقت عينه نؤكد ان هذه لم تكن على الاطلاق نية الرئيس عون".
لهيئة مستقلة تبت بالمرسوم
واستهجن الهاشم "كيف أنّه يتم تحويل الاختلاف في وجهات النظر الى مشكلة وجودية وكيف ان هذا الاختلاف بين رئاستين يهدد بتفجير البلد"، وقال: "المفترض أن يكون هناك هيئة قضائية مستقلة او هيئة رسميّة تبت بدستوريّة ومشروعيّة القرارات تماما كما هو حاصل في فرنسا حيث تحسم المحكمة العليا في أزمات كهذه".
واعتبر الهاشم أنّه "آن الأوان لنحتكم للمنطق الدستوري والقانوني، فاذا تبين للهيئة المستقلة ذات الطابع القضائي أن المرسوم غير دستوري فلا شك ان الرئيس عون سيكون أول المتراجعين عنه، تماما كما نثق أن بري لن يبقى مصرا على موقفه في حال كان موقف الهيئة مخالفا لوجهة نظره".
عون والطائف
ورأى الهاشم ان "توسيع صلاحيات المجلس الدستوري قد يكون طرحا مناسبا وفي مكانه، خاصة وأن الجميع في هذه الهيئة، وليس مستغربا على الاطلاق الاقدام على تعديل مهامها وصلاحياتها للتكيف مع الحاجات الوطنية". واضاف: "نرى ان بري خائف من اعادة النظر باتفاق الطائف وكسر التوازنات، وهو ما عبّر عنه أكثر من مرة مؤخرا، لكننا بالمقابل نؤكد ان لا اساس لهذه المخاوف لأن الرئيس عون اعتمد على سوابق في هذا المجال".
وطمأن الهاشم الى أن "رئيس الجمهورية لا يريد في المرحلة الراهنة اعادة النظر باتفاق الطائف، وان كان كما "التيار الوطني الحر" لديه تحفظات كثيرة عليه وقد عبرنا عنها على مر السنوات الماضية". واضاف: "لا أحد يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء، بل على العكس تماما فان ما نسعى اليه هو تطوير نظامنا الحالي ليصبح نظاما قائما على المواطنة، وقد كان لرئيس المجلس النيابي أكثر من طرح متقدم في هذا المجال".
وحثّ الهاشم على "أخذ العبر من تجربة احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في الرياض"، لافتا الى ان "وحدة اللبنانيين والتفافهم حول بعضهم البعض نجحت بتحريره، وكذلك فهم يقدرون على تخطي كل خلافاتهم وأزماتهم بالحوار والتلاقي".