أكد وزير الصحة غسان حاصباني في كلمة له خلال إطلاقه الحملة الوطنية للتوعية على التشوهات الخلقية الفموية والمعروفة بالشفة الأرنبية أن "مشكلة "التشوهات الخلقية الفموية" تتمثل في عيب خلقي يتكون في مرحلة تكوين الجنين وهو في أحشاء أمه، وهذا العيب هو التشوهات الخلقية التي تصيب الفم وسقف الحلق، وله تداعيات جدية على نمو الطفل في مجالات التغذية والتنفس والنطق والسمع والإندماج في المجتمع، وتاليا فإن التداعيات إقتصادية واجتماعية وإنسانية تصيب المجتمع ككل".
وأورد حاصباني "بعض الإحصاءات الموجودة لدى وزارة الصحة العامة من الشبكة الوطنية للمعلومات عن الولادة وما بعدها. وهي تظهر أن 10 في المئة من حالات التشوه الخلقي عند الأطفال هي للشفة المشقوقة، و 28 في المئة من هذه الحالات بسبب عدم إستعمال حمض الفوليك خلال فترة الحمل وهذه مسؤولية تقع على الوالدة والطبيب المعالج، و 37 في المئة بسبب زواج القربى وهذه مسؤولية تقع على المجتمع، كما أن للتدخين تأثيرا كبيرا على هذا العيب الخلقي وهذه مسؤولية تقع على جميع المدخنين ولا سيما الأمهات الحوامل، بالإضافة لأمراض أخرى التي ممكن أن تصيب الجنين"، لافتاً الى أن "إمكانات العلاج متاحة وكذلك إعادة التأهيل من خلال توفير عملية بسيطة لتصحيح هذا العيب الخلقي"، مشيراً الى "أننا سعداء أن نتشارك جميعا في إطلاق حملة التوعية هذه، وزارة الصحة، وجمعية "غلوبال سمايل للشرق الاوسط وشمال افريقيا" ممثلة برئيسها السيد رمزي الحافظ، والمركز الطبي في الجامعة الأميركية، وبالأخص الدكتور غسان أبو ستا، الذي يقوم بالعمليات الترميمية الضرورية لتصحيح هذا العيب الخلقي. وهنا أتوجه الى الجامعة الأميركية في بيروت بشخص رئيسها الدكتور فضلو الخوري ممثلا بالدكتور جمال حب الله، بالتحية والتقدير لما قدمته ولم تزل تقدمه للبنان والمنطقة العربية والعالم من رجال دولة وخبراء واختصاصيين في كل مجالات الحياة، حتى أصبح تاريخها جزءا اساسيا من تاريخ الوطن وشعبه، وللمركز الطبي في الجامعة الاميركية التحية، والذي لنا معه لقاءات عدة ومتنوعة في مجال الصحة العامة، وبما يعود بالخير والنفع على مواطنينا".
واعتبر أن إنشاء الجمعية المتخصصة "غلوبال سمايل للشرق الاوسط وشمال افريقيا"، والتي هي فريدة من نوعها في لبنان والمنطقة أمر بالغ الأهمية، ويعطي الأمل الجدي في مواجهة هذه المشكلة الصحية علاجا وتأهيلا نفسيا واجتماعيا للمصاب بالشفة المشقوقة".
وأعلن حاصباني أن "الوزارة وفرت الدعم للعمليات الجراحية خلال السنوات الأخيرة على الشكل الآتي: عام 2015 تم تأمين التغطية لـ 16 عملية، عام 2016 لـ 23 عملية، عام 2017 لـ 14 عملية. وذلك في أكثر من 20 مستشفى في لبنان 6 منها مستشفيات حكومية، وبكلفة وسطية للعملية الواحدة تبلغ نحو 2,200,000 ليرة لبنانية فقط".
وتمنى أن "يكون هناك إقبال أكبر على هذه العمليات لأن عدد المصابين بهذا التشوه الخلقي كبير".
واكد "استعداد وزارة الصحة لتطوير إمكاناتها وتغطية اكبر عدد من العمليات الجراحية على نفقتها"، مشددا على" أهمية الدور المتعاظم للتوعية الصحية التي هي عماد أي نظام صحي متكامل، فضلا عن ضرورة التركيز على الاكتشاف المبكر للأمراض والتدخل لعلاجها باسرع وقت".