يعدّ الحديث الانتخابي مشوِّقا بسبب الاعتماد على قانون نسبي يجعل من كل المعارك قاسية، وكل الاحتمالات واردة لناحية خرق اللوائح التي كانت تشكل سابقا محادل انتخابية. في الجولة الانتخابية المقبلة يحاول حزب الله تحديد تحالفاته حسب الدوائر، وهو وإن كان على تحالف وثيق مع حركة أمل، فإن تحالفه مع التيار الوطني الحر المُتحالف بدوره مع تيار المستقبل سيكون بحسب كل دائرة.
في الموضوعين السابقين تحدثنا عن حال تحالف حزب الله-التيار الوطني الحر في دوائر، صيدا-جزين، كسروان-جبيل وزحلة. وسنستكمل الحديث عن الملف من خلال بحثه في دوائر، البقاع الغربي راشيا، بعلبك الهرمل، بالاضافة الى التطرق لأصوات الثنائي الشيعي في دائرة الشوف وعاليه، البترون الكورة بشري زغرتا، والمتن الشمالي.
دائرة البقاع الغربي-راشيا
تتنافس القوى السياسية في دائرة البقاع الغربي وراشيا على 6 مقاعد تتوزع على الشكل التالي: 2 سنة، 1 شيعي، 1 ماروني، 1 درزي، 1 روم ارثوذوكس. أما بالنسبة لتوزيع الناخبين: 10743 موارنة، 9879 اورثوذكس، 9659 كاثوليك، 112 ارمن ارثوذكس، 60 ارمن كاثوليك، 424 انجيليون، 110 سريان ارثوذكس، 150 سريان كاثوليك، 184 أقليات، 68047 سنة، 20689 شيعة، 20534 دروز.
في هذه الدائرة يشكل الصوت المسلم أكثرية مطلقة، والمعركة ستكون طاحنة على المقعدين السنّيين. وهنا تشير المصادر الى أن التيار الوطني الحر سيكون الى جانب تيار المستقبل، بينما سيكون حزب الله وحركة أمل الى جانب الوزير السابق عبد الرحيم مراد، مع ضبابية حاليا بموقف رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الذي، حسب المعطيات الحالية فلن يكون بعيدا عن التنسيق مع القوى الاساسية في تلك الدائرة. وتقول المصادر: "يسعى التيار الوطني الحر جاهدا للظفر بالمقعد الاورثوذكسي لصالح نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي الذي يملك علاقة ممتازة مع حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليحل مكان النائب الحالي عضو اللقاء الديمقراطي انطوان سعد".
وتكشف المصادر أن النتائج في هذه الدائرة ستكون شبه متوقّعة ولو كان المشهد حاميًا بين اللوائح، اذ لن تشهد اللوائح المتنافسة ترشيحات كاملة، فلكل لائحة الهدف الانتخابي الّتي تسعى الى تحقيقه. وتقول، "لم يُحسم بعد انتماء المقعد الشيعي بين حزب الله وحركة أمل، ولكنه سيكون في هذه الدائرة محسوما لهما، كذلك يمكن لتيار المستقبل بتحالفه مع الوطني الحر أن يفوز بأحد المقاعد السنيّة بسهولة، والمقعد الارثوذكسي محسوما للفرزلي، والدرزي محسوما لمرشح جنبلاط. وبالتالي فبحسب المصادر يبقى مقعدان، السني، والماروني، وهنا يسعى الثنائي الشيعي ومراد لحسم المقعد السني لصالح الأخير، بينما يسعى المستقبل لأن يفوز به بعد رفض رئيس الحكومة سعد الحريري التنسيق مع مراد، مشيرة الى أن المقعد الماروني حسبما يتمّ التداول به اليوم سيكون لمرشح مدعوم من الحريري وجنبلاط.
بالجهة المقابلة، ستنافس القوات اللبنانية التي تتجه للتحالف مع الوزير السابق أشرف ريفي وشخصيات، فهل نشهد مفاجأة انتخابية مدوية"؟!.
دائرة بعلبك الهرمل
تضم الدائرة 10 مقاعد: 2 سنة، 6 شيعة، 1 ماروني، 1 روم كاثوليك، وفيها: 41555 ناخبا مسيحيا، 43363 سنة، 223115 شيعة، ونظرا لعدم وجود ثقل انتخابي للتيار الوطني الحر في هذه الدائرة فلن نتطرق للحديث عنها مطولا ونكتفي بالاشارة الى أن الوطني الحر يفضّل أن يكون على لائحة حزب الله وحركة أمل بدلا من أن يكون على لائحة المستقبل، إنما ذلك لن يتحقّق قبل معرفة توجه حزب الله إن كان يريد الإبقاء على مقعد النائب إميل رحمة، الذي كان بمثابة "الهدية الانتخابية" لتيار المردة، أم أنه سيقرر إعطاء الهدية هذه المرة للتيار الوطني الحر.
دائرة الشوف وعاليه
في دائرة الشوف-عاليه سيكون التنافس على 13 مقعدا: 5 موارنة، 1 كاثوليك، 4 دروز، 2 سنَة، 1 أرثوذكسي. وتضم الدائرة 324261 ناخبا مقسّمين بين المسيحيين والسنة والدروز. في هذه الدائرة تُختصر قوة حزب الله وحركة أمل بـ10238 صوتا ينتخب منهم كحد أقصى 7 الاف ناخب. وحسب نتائج 2009 فإن نسبة التصويت في الدائرة ستكون تقريبا 50 بالمئة، أي ستكون العتبة الانتخابية حوالي 12500 صوتا، أي أن أصوات الشيعة إن صبّت في مكان واحد فسيكون لديها قوة تفضيليّة مهمة، ولأن أساس تقاريرنا هي عن حال حزب الله والتيار الوطني الحر بالانتخابات ففي هذه الدائرة لا يمكن سوى انتظار المكان الذي سيضع في الصوت الشيعي وحزب الله ثقله، الى جانب حليفه الوزير السابق وئام وهاب، ام حليفه الوطني الحر أم مشروع الحليف وليد جنبلاط.
لن تكون أصوات حزب الله بالمتن الشمالي المقدّرة بنحو 1750 صوتا بعيدة عن لائحة التيار الوطني الحر، كذلك في دائرة البترون، الكورة، بشري وزغرتا حيث للصوت الشيعي 2414 ناخبا، وهي ستكون موزعة بين الوطني الحر والمردة ولكن من دون تأثيرات كبيرة على مجريات الأمور. أما في دائرة بعبدا فسيكون لها دراسة خاصة بعد انقشاع الضباب عنها.