أكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي في عظة له شرح فيها معاني الميلاد والظهور الالهي خلال ترؤسه قداس الاحد في دير مار الياس شويا - البطريركي المتن أنه "ما احلى وما اجمل ان يجتمع الاخوة معا، واليوم هو يوم فرح كبير وشكران للرب لاننا اجتمعنا مع بعضنا البعض في هذا الدير المقدس واشتركنا في هذا القداس الالهي وسنشترك بجسد ودم الرب. استطيع ان اقول اليوم السماء تهبط وتحل علينا ونحن نعلو ونرتفع ونلتقي ببعضنا البعض ونجتمع وفي وسطنا الرب يسوع الذي احبنا وأتى من اجل خلاصنا".
وأشار يازجي الى أن "هذا اليوم يصادف الاحد الذي يلي الظهور الالهي او الغطاس وهو ايضا يودع فيه عيد الغطاس عيد الظهور الالهي من الناحية الليتورجية الطقسية، ولذلك المقاطع الكتابية من انجيل متى ومن رسالة الرسول بولس الى اهل افسس التي تليت في هذا القداس يجب التوقف عندها وربطها مع بعضها البعض. الحديث في الميلاد وفي تجسد ابن الله وفي الغطاس في معمودية الرب يسوع المسيح في يوم الظهور الالهي، هو بشكل اساسي عن النور الذي أتى الينا من اجل خلاصنا، النور الذي تجسد الرب يسوع المسيح بالروح القدس من العذراء مريم اتى هو الينا وتواضع، لماذا؟ من اجل نفسه؟ لا بل أتى الينا لكي يرفعنا، اتى الينا من اجلنا ومن اجل خلاصنا كي لا نبقى رازحين تحت الخطيئة كي نعود ونعلو ونلبس ذاك الجمال الذي ابدعنا هو عليه، لذلك في يوم الميلاد ويوم الغطاس نرتل "انتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم"، هذا لكي نظهر المعنى الحقيقي للتجسد الالهي وللظهور الالهي الذي هو ان الله احبنا، احب الانسان بمقدار لا يعبر عنه بكلام بشري لدرجة انه لم يهمله ولم يتركه ان يموت بخطيئته ولكن حقق وعده بان ارسل الابن الوحيد الرب يسوع متجسدا من العذراء مريم من اجل خلاصنا حتى يجعلنا ابناء النور وابناء الحياة من جديد. لذلك علمنا ان نصلي وان ننادي "ابانا الذي في السموات"، اتى الينا لكي يحررنا من جديد وليجعلنا ابناء من جديد ولنرث معه من جديد ونكون حوله في ملكوته وفي نوره مع معشر كل القديسين".
وطلب من الله ان "يعطينا السلام والطمأنينة والامان والاستقرار في لبنان وسوريا وفلسطين والقدس وفي كل منطقة الشرق الاوسط وفي كل بلادنا وديارنا، فالارثوذكس هم اول من حملوا قضايا بلادهم وهمومها وتكلموا عنها ونادوا بها ولذلك نحن فخورون بكم جدا لاننا عندما نتكلم عن الكنيسة الارثوذكسية يعني انتم هذا الشعب الطيب وآباؤنا واجدادنا الذين سفكوا دماءهم من اجل المحافظة على ايمانهم المسيحي من ناحية وعلى ارثهم ووطنهم من ناحية اخرى. فترابنا مجبول بدماء آبائنا واجدادنا ودفعنا ثمنه دما وعلينا ان نحافظ عليه وعلى هذا الارث العظيم الذي وضعه الرب بين ايدينا، وهذه الكنيسة الانطاكية التي اسسها الرسولان بطرس وبولس والتي قدم فيها القديس اغناطيوس الانطاكي مأكلا للاسود وكل الآباء القديسين والرجال الكبار العظام الذين اتوا، فهذه الكنيسة العظيمة هي عبر التاريخ دوما شاهدة للحق وشهيدة في الوقت عينه. صلاتي للرب ان يغدق عليكم جميعا وعلى عائلاتكم وعلى ابنائنا في بلاد الانتشار وفي العالم كله بمراحمه وعطاياه الالهية والسماوية ونحن فخورون ان ابناء هذه الطائفة الكريمة حيثما كانوا هم مخلصون واوفياء ويشهدون للحق ويحافظون على وديعة الايمان وعلى هذا الارث العظيم وينقلونه الى ابنائهم من جيل الى جيل ويبقى اسم الله هو الممجد والمبارك الى الابد".