لفت وزير الصحة غسان حاصباني في كلمة القاها خلال افتتاح مركز الهيئة الوطنية لوهب وزرع الاعضاء والانسجة البشرية الى ان "فإن وهب الاعضاء أنبل ما يمكن ان نقدم عليه، لا بل فعل شراكة بمنح الحياة وزرع الامل لمن استفرد به المرض. وهب الاعضاء ثقافة يجب تعميمها في مجتمعنا لخلق حالة وعي لأهميتها، ونحن كوزارة صحة نصب جهدا كبيرا على حملات التوعية في مختلف الصعد الصحية إيمانا منا ان الوعي يقطع نصف الطريق على المرض".
واضاف: "لقد تعرفت على القيمين على الهيئة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية منذ سنة تقريبا، عندما استلمت مهام وزارة الصحة العامة، وقد وجدت ان العمل الذي يقومون به وفق معايير عالمية مع كل ما يحيطهم من عقبات قانونية وتحديات مالية ولوجستية هو فعلا عمل جبار يستحق التقدير. وبناء على قناعتي الشخصية بهذه القضية الانسانية، قررت مواكبة الهيئة بكل الإمكانات المتوافرة للمساعدة على تحقيق هدفها الاساسي ألا وهو، الاكتفاء الذاتي"ن مشيرا الى أنه "قرر منحها المساهمة المالية المقررة بأسرع ما يمكن لإيقاف نزف البرنامج الوطني الذي تعرض له سابقا، خصوصا خلال السنوات 2014-2016، كما تحديث المعايير والضوابط المعتمدة في لجنة الاخلاقيات التي وضعت بالتنسيق مع الهيئة الوطنية، بالاضافة الى تعديل القوانين الحالية لتواكب عمل الهيئة والتطور الذي حصل لبرنامج وهب وزرع الاعضاء والانسجة البشرية، ووضع وهب الأعضاء ضمن الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة العامة".
ووعد بتعيين من يلزم للعمل مع الهيئة على دراسة تعديل أسعار عمليات زرع الاعضاء، ليتسنى لجميع المرضى الحصول على علاجهم خصوصا في بلدهم، وعدم خسارة الاعضاء الموهوبة التي تكون الوسيلة الوحيدة لإنقاذ حياة بشرية، كما وتعديل كلفة انعاش المتوفى دماغيا وكلفة استئصال الاعضاء وكيفية تسديد فاتورة المستشفى والمنسقين والاطباء والجراحين الذين يقومون باستئصال الاعضاء.
وتابع: "كلنا يعلم ان برنامجا وطنيا كهذا يتطلب توعية المواطن وتدريب العاملين في القطاع الصحي وبذل جهود الجميع، من مستشفيات وأطباء وممرضين وممرضات ورجال دين وإعلاميين ومدارس وجامعات ونقابات وعلى رأسهم الحكومة مجتمعة. سأعمل جاهدا على تأمين الحافز اللازم للمستشفيات والأطباء والممرضين، ليعملوا يدا بيد مع الهيئة الوطنية لتحقيق زيادة الوهب وتأمين العلاج لكل مرضانا بمساواة وعدل".
واضاف: "قبل الختام، أود أن أتوجه الى المواطن اللبناني المعني الاكبر بوهب الاعضاء والانسجة، مشيرا الى اننا في أمس الحاجة لذلك في لبنان، لنخفف عناء الموت عن الاسر ونطيل بحياة الانسان ونخفف الضغط الاجتماعي والانساني ولا سيما حين نرسل مرضانا الى دول الخارج ليحصلوا على اعضاء وهبها اجانب خارج لبنان وهي متوفرة هناك وليست متوافرة في لبنان".