أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية كمال خرازي أن بیروت بإمکانها أن تکون حلقة وصل بین العرب والایرانیین وأن تشکل منصة مناسبة لإنطلاق هذا الحوار، لأنها کانت دائما مکانا لتلاقی الارآء والأفکار، وفی نفس الوقت التعایش بین مختلف الأقوام والطوائف والمذاهب. کما أنها تتمتع بمجتمع متنور وصحفی وإعلامی حیوی ودؤوب، وتمتلک الأرضیة اللازمة لبدء هکذا حوار إستراتیجی. فإنطلاق الحوار الایرانی العربی فی مثل هذا الصرح العلمی بإمکانه أن یؤثر علی منطقة واسعة بدءا من شمال إفریقیا وصولا إلی وادی بین النهرین والخلیج الفارسی.
وفي كلمة له خلال افتتاح مؤتمر بعنوان "العرب وايران، نحو مستقبل مشترك، الامن والاستقرار والتعاون"، شدد خرازي على أن "إيران تعتبر تحریر فلسطین والقدس الشریف أهم القضایا الرئیسیة لدی العالم الاسلامی، وأن دعم الحکومات الموجودة فی المنطقة ومکافحة المجموعات الارهابیة والتصدی لزعزعة إستقرار الدول الاسلامیة وتقسیمها یعد من واجباتها، وعلیه تعلن إستعدادها للدخول الجاد فی حوار مع أشقاءها العرب، وتوفیر الأجواء والسبل لحضور ومشارکة النخب والمثقفین الایرانیین فی مثل هذه الإجتماعات".
وأضاف: "هنالك الکثیر من القضایا التاریخیة أو المستجدة والمحاور التی بإمکانها أن تکون محورا للنقاش والبحث بین ایران والعرب. فالمهم هو التشخیص الصحیح للأولویات والرکائز المؤثرة فی إستقرار المنطقة وأمنها وتطورها. إحدی هذه الأولویات هی ضرورة التعرف إلی العدو. فعلی الایرانیین والعرب الإتفاق أولا علی تحدید أهم المواضیع القابلة للنقاش، للإنطلاق الحوار فیمابینهم. أنا أعتقد بأن أهم المواضیع التی بإمکانها أن تکون منصة إنطلاق للحوار بین العرب و ایران هی کیفیة المواجهة مع الکیان الصهیونی بصفته العدو الرئیسی فی المنطقة. ولیس أمام الایرانیین والعرب سبیل لمواجهة هذا العدو الذی یعد العنصر الرئیسی فی إذلال وإضعاف دول المنطقة وإیجاد الفجوة بینها، سوی التشاور وتبادل وجهات النظر".