اعتبر رئيس حركة "النهج" وعضو تكتل "التغيير والاصلاح" حسن يعقوب ان السبب الجوهري وراء أزمة مرسوم ضباط دورة 1994 هو "رفض تكريس الرئيس القوي والابقاء على ادارة الترويكا القديمة"، لافتا الى ان الازمة "تتدرج صعودا ثم نزولا، بداية من رفض سياسي مقرون بخلفية مرحلة وجود الرئيس العماد ميشال عون في بعبدا قبل الطائف وعدم قبول اي تشريع لها، ثم المطالبة بشراكة الطائف بعنوان ضرورة التوقيع الشيعي، رغم التخلي عنه لصالح رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وصولا الى التوقيع بالشكل لما يترتب من تبعات مالية". وفيما استبعد ان يكون هناك "تبعات معيشية للازمة"، رجّح ان تبقى الامور في اطار "المزايدات الحكومية وصولا الى احتمال استقالة بعض الوزراء لرفع التجييش الانتخابي".
ورأى يعقوب في حديث لـ"النشرة" ان تمديد المجلس النيابي لنفسه 3 مرات أثبت أن هناك "خشية حقيقية من قبل قسم كبير من القوى السياسية من تغير مزاج الناس، وفقدان الثقة بالطبقة الحالية، بدليل مخاض ولادة القانون الانتخابي الذي سرعان ما افرغ من مضمونه"، معتبرا ان "النسبية تتحول الى مذهبية من خلال الصوت التفضيلي، وهذا هو الفخ الاكبر". وقال: "كما ان الاصلاحات قد طارت باسقاط البطاقة البيومترية التي بحجتها تم التمديد الاخير، علما انّها تمنع التزوير واقتراع الاموات، وتسهل صدور النتائج وتخفف التلاعب بها". وأضاف: "ثم هناك حريّة الانتخاب في مكان الاقامة التي ترفع تأثير ابتزاز الماكنات الانتخابية بالرشوة والنقل والضغط الحزبي والخدماتي، وتفقد الماكنات القدرة على حصر الاصوات في قلم معين في القرية او الحي".
ونبّه يعقوب من ان "القوى السياسية التي اسقطت الاصلاحات تريد استمرار مصادرة التمثيل السياسي وتخشى من وعي الناس وتعلم حجم الهوة الحقيقي بين خيارات الناس وادارتهم السياسية". وقال: "لذلك يمكننا تقبل التعازي بالاصلاحات وتوقع التشويه الفاضح في الانتخابات القادمة".
الثنائية الشيعية والمأزق
وجزم يعقوب بأن "الاستحقاق الانتخابي سيجري حكما ولا يمكن التاجيل اطلاقا الا في حالة الحرب لا سمح الله"، لافتا الى ان "اشاعة التخويف ربما يستبطن نية التأجيل الذي لن يتم، والاخطر في هذه المناورة، هو منع حصول تعديل للقانون في البنود الاصلاحية التي لم تطبق، كالبطاقة ومكان السكن، والتي ستكون موضوع طعن امام المجلس الدستوري، الذي كان بطل طعون 2009 الشهيرة التي تقدمنا بها بكل الوثائق والاثباتات الفاضحة، ونقل النفوس والتزوير ورغم ذلك رميت في الادراج". وأضاف: "هم يعولون اليوم على وجود هذا المجلس الدستوري الذي ربما يستطيع ترسيب بعض الرابحين من خارج منظومة النظام، لاعادة استنساخ المشهد السياسي نفسه، وكل رفض لتصحيح هذه المواد يعبر عن الاسلوب الاحتكاري الفاسد الذي يخشى المعارضة ويخاف من التعددية السياسية".
وعن استعداداته للاستحقاق النيابي، قال يعقوب: "لم يتوقف الاستحقاق عندنا حتى يبدأ. أعيد القول انني اعمل باحتراف بالسياسة وليس هواية، وكل عمل او نضال او تضحية هي في خانة صناعة الرأي العام، وكل اعتداء تعرضنا ونتعرض له اصبح واضحا بالسياسة والرأي العام يعلم هوية المسؤول". وأضاف: "ولأنّ الثنائية الشيعية تتعرض من الداخل لمأزق وجداني واخلاقي بمقاربتها لقضية الاعتداء التي تعرضنا له، والتخاذل الفاضح امام ام القضايا للطائفة الشيعية، وهي تغييب رئيسها ومؤسس المقاومة الامام موسى الصدر ومعاونه الابرز الوالد الشيخ يعقوب والسيد عباس، لذلك باختصار هناك رصد دقيق من الناس لموقف هذه الثنائية من الاستحقاق وما يترتب عليه سلبا او ايجابا". واردف: "وصبرنا على ما جرى هو البداية، لذلك فان حضورنا في مختلف المناطق وخاصة البقاعية يلزمنا المشاركة الانتخابية في اكثر من دائرة، والتريث الاعلاني والاعلامي حتى نسقط الحجة وذريعة عدم توقع حسن النية. وهذه هي مبادؤنا واخلاقنا السياسية التي لا يمكن ولا نسمح ان يدفعنا نقيضها للخروج عنها".
أداء الواجبنا والميكافيلية
وردا على سؤال عن صحة ما يُحكى عن ان "لقد فزت في انتخابات 2005 وكان الحلف الرباعي خصمي ورغم ان القانون الانتخابي جديد وتسعى جميع الاحزاب للتشيج ودفع التصويت باتجاه طائفي الا أننا نؤمن أن الكثير من اللبنانيين نتشارك معهم في المدرسة الوطنية العابرة للطواءف ومحاربة الفساد وبناء نهج مؤسساتي. اما فيما يتعلق بوضع الرئيس بري بوجهي فانا من تعرض للظلم والاعتقال والتشويه والاعتداء ووالدي هو المغيب المظلوم ومؤسس لحركة امل وعائلته هي التي تعرضت ولا زالت للظلم وكل اخ حركي يدرك خطيئة ما حصل". وأضاف: "الا ان هناك سؤال كبير في وجدان جمهور المقاومة عن موقف حزب الله في فضيحة اعتقالي التعسفي والكل مجمع ان تجربتي السياسية كانت متقدمة جدا في كل المواقف المقاومة ولا يشوبها شائبة ولي الفخر انني اول من عمل على التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني وتحملت لاجله الكثير ومنعت محاولات فرط تكتل التغيير والاصلاح بتثبيت الكتلة الشعبية ونحن وهذا الجمهور المقاوم ندرك ان العمل السياسي رسالي ونستمر باداء واجبنا فيها بثبات وعزيمة ودون مساومة بعيدا عن الميكافلية التي يعتمدها البعض سلوكا يوميا".
وأكد يعقوب "اننا مستعدون لكل الاحتمالات ونتمنى عدم وقوع الاخرين بالخطأ ونتصرف بهدوء وسنخوض الاستحقاق الانتخابي في كل الظروف والتحالفات".