قبل أيام على فتح باب الترشيح للانتخابات النيابية في ايار المقبل، بدأت "ترشح" أسماء بعض المرشحين المحتملين لخوض المعارك في أكثر من دائرة، ولكن نعلم في لبنان أن "رمي" الأسماء قبل الاستحقاق بفترة قد يعني "حرقها" ولذلك يجب انتظار الأمور الرسمية للبناء على "الإسم" مقتضاه، وهذا ما تعلمه جيدا قيادتا حركة امل وحزب الله.
في 28 كانون الاول الماضي انطلقت مشاورات الثنائي الشيعي حول الانتخابات، فالتقى معاون رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير المال علي حسن خليل بمعاون أمين عام حزب الله السيد نصرالله، حسين الخليل، وتم رسم الخطوط العامة لخوض الاستحقاق، ويومها افادت مصادر مطلّعة "النشرة" ان اللقاء وضع ثابتة وحيدة تكون القاعدة التي يتم تحتها العمل بين الطرفين وهي "التأكيد على تحالف الثنائية الشيعية".
بعد هذا اللقاء بدأت اللجان الانتخابية في الحزبين العمل بفعالية في المناطق التي سيكون للتحالف فيها مرشحين، واستمرت أيضا اللقاءات القياديّة لرسم كافة عناصر التحالف، وفي هذا السياق تكشف مصادر مطلعة لـ"النشرة" أن الثنائي الشيعي انتهى من الاتفاق على أكثرية التفاصيل الانتخابية ما عدا ثلاث نقاط لا يزال البحث مستمرا حولها:
الأولى بحسب المصادر، هي تقاسم المقاعد بين زحلة والبقاع الغربي، اذ أنه حتى اللحظة لم يُحسم مقعد زحلة الانتخابي سواء إن كان من نصيب مرشح لحركة امل أم لحزب الله، مع العلم أن في دائرة زحلة سيكون الثنائي الشيعي متحالفا مع النائب نقولا فتوش وسيكون هدف اللائحة الحصول على المقعد الشيعي وأحد المقاعد الكاثوليكية في الدائرة، وتقول المصادر: "إن عدم حسم هوية المقعد الشيعي في هذه الدائرة يعني حكما أن كل ما أشيع عن أسماء مرشحين فيها لا يزال في سياق الأقاويل.
أما في البقاع الغربي فلا يزال "انتماء" المرشح مجهولا أيضا بين الحليفين الشيعيين. وترى المصادر ان سبب عدم حسم هذين المقعدين يعود لعدم وضوح صورة التحالفات الأخرى، وبالتالي فإن التوجه نحو الحسم سيستغرق وقتا ريثما تتضح الصورة الانتخابية في زحلة والبقاع الغربي.
أما النقطة الثانية فهي في منطقة جبيل التي تتبع لدائرة جبيل-كسروان، وفيها لم يتم الاتفاق بعد بين الثنائي الشيعي على كيفية خوض المعركة، ولم تستقر المشاورات بعد حول تسمية المرشح، اذ تتأرجح المحادثات بين مرشح يسمّيه حزب الله بالاتفاق مع التيار الوطني الحر وتوافق عليه حركة أمل، أو مرشح تسميه حركة أمل ويوافق عليه حزب الله. وتقول المصادر: "بين النائب الحالي عن جبيل عباس هاشم أو آخر لا شيء بعد في هذه الدائرة".
واخيرا تأتي النقطة الثالثة التي لم يتم الاتفاق عليها بعد بين أمل وحزب الله وهي "طريقة" خوض الانتخابات في دائرة صيدا جزين، اذ كما ذكرت "النشرة" سابقا في مقال بعنوان "هل يقبل حزب الله بأسامة سعد مقابل التخلي عن حركة أمل في جزين؟"، لا زالت محاولات التيار الوطني الحر قائمة لوضع رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد على لائحته برفقة تيار المستقبل لمحاولة كسب تأييد حزب الله في جزين، مع العلم أن حركة امل تدعم الجزيني ابراهيم عازار بشكل علني. وهنا تقول المصادر: "حتى الساعة لم يوافق حزب الله على طرح الوطني الحر، كذلك لم يحسم خيار التحالف مع أمل وعازار، ولكن المشاورات قائمة ومستمرة، كاشفة أن أسامة سعد سيكون مرشح "تيار المستقبل" إن كان على لائحة التيار الوطني الحر والمستقبل في صيدا جزين.
من الأمور التي أصبحت شبه محسومة بين أمل وحزب الله هو تقاسم المقاعد الشيعية في بعبدا وبيروت الثانية، بحيث يكون لكل طرف مقعد في الدائرتين، مع العلم أن ما يُحكى في الكواليس الانتخابية اليوم هو نيّة حركة أمل وحزب الله تشكيل لائحة غير مكتملة لمنافسة تيار المستقبل في بيروت الثانية.