رغم تقدم العلاقة بين حزب الله وايران واحزاب وقوى تيار "الاخوان المسلمين" في المنطقة وخصوصاً مع قطر وبحدود استراتيجية بين ايران وتركيا وبإعادة الحرارة بين حماس وايران وحزب الله الى سابق عهدها وقبل بداية الازمة السورية، لا تزال العلاقة بين الجماعة الاسلامية في لبنان وحزب الله في خانة الفتور وعدم التطور اي انها لم تشهد السخونة المطلوبة منذ انتخاب الدكتور بسام الايوبي اميناً عاماً للجماعة الاسلامية في لبنان منذ اشهر عدة. وتؤكد معطيات متقاطعة بين حزب الله والجماعة ان القناة التي خصصت للتواصل بين الجماعة والحزب منذ بداية الاحداث في سوريا لا تزال موجودة وهي مخصصة لابقاء التواصل بين الطرفين في ابعاده اللبنانية السياسية والامنية وعدم نقل الخلاف حول التعاطي مع الازمة السورية من سوريا الى لبنان وكذلك الاختلاف في بعض المقاربات الداخلية وان الملف يتولاه عن حزب الله مسؤول العلاقات الاسلامية فيه الشيخ عبد المجيد عمار.
ويتفق الطرفان في الاستراتيجيا وفي موضوع المقاومة والعداء للصهيونية ومقاومة الاحتلال لفلسطين والدفاع عن المقدسات الاسلامية وضرورة تعزيز الوحدة الاسلامية.
وفي حين تتردد معلومات عن حراك انتخابي يقوم به حزب الله والجماعة الاسلامية كل في "ساحته" تؤكد معلومات متقاطعة ان التقارب الانتخابي بين الطرفين ليس مطروحاً وانه من الصعب رؤية اتفاق انتخابي او تحالف في منطقة معينة بين الجماعة والحزب او بين حلفاء الحزب والجماعة.
وتشير معطيات اخرى الى تقارب بين الجماعة والتيار الوطني الحر في بعض مناطق اقليم الخروب وصيدا وبين الجماعة والمستقبل في بيروت وطرابلس.
في المقابل يتكتم نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود لـ"الديار" عن طبيعة التحالفات التي تعمل اللجنة الانتخابية الخاصة بالجماعة عليها منذ فترة ويقول ان الاعلان الرسمي عن كل الملف الانتخابي سيكون خلال اسبوع او عشرة ايام اذ سنعلن عن مرشحينا في كل لبنان وعن طبيعة تحالفاتنا كلها شكل مركزي وامام وسائل الاعلام ولن نخبىء اي تفصيل لكن الامور لم تنته لوجستياً عند اللجنة الانتخابية المكلفة من الجماعة.
وفي ما خص العلاقة الداخلية وخصوصاً مع حزب الله يؤكد حمود استمرار القناة المخصصة للتواصل مع حزب الله لكن هذا التواصل محصور في عدم توتير العلاقة بين الطرفين على هامش الخلاف في سوريا والتعاطي مع ازمتها ويؤكد حرص الجماعة على علاقة جيدة مع حزب الله لذلك لم نقطع "شعرة معاوية" معه رغم استمرار التباين الداخلي في بعض الملفات وفي الملف السوري والعربي.
ويؤكد ان الالتقاء مع حزب الله في ملف مقاومة العدو الصهيوني امر محسوم وان الجماعة مستعدة للوقوف الى جانب كل المقاومين في مواجهة اية حماقة او اعتداء او عدوان صهيوني ولن نكون مكتوفي الايدي في هذا الشأن.
ويشير حمود الى ان اي تقارب مع حزب الله مستجد يجب ان يقترن بتبدلات في وجهات النظر وفي التعاطي مع الملفات الخلافية بمرونة وتغييرات جذرية ويعتبر ان العلاقة بين حزب الله والجماعة يجب ان تكون جيدة لوجود الطابع الاسلامي ولارتباطنا بعقيدة مقاومة واحدة.