أكد البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في عظته خلال افتتاح أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين – بكركي أنه "في الواقع، الظروف السياسيّة والاقتصاديّة، وممارسات العنف والتعدّي والإرهاب، تأسر شعبنا وشعوب المنطقة داخل حالات الفقر والحرمان والخوف على المصير والتعرّض لأوبئة النفايات ناشرة السموم، وانتهاك الحقوق وكرامة الشخص البشري، فيما المسؤولون السياسيّون الموكَّلون على تأمين الخير العام، إما منشغلون في تأمين مصالحهم الخاصّة والمذهبيّة والحزبيّة، وإمّا ساعون إلى استغلال مقدّرات الدولة ومالها العام بالفساد المتفشّي والمحمي، وإمّا متقاعسون عن واجبات مسؤوليّاتهم التشريعيّة والإجرائيّة والإداريّة، وإما يتعاطون شؤون الدولة بردّات الفعل السلبيّة فيعطّلونها لأغراض سياسيّة وحسابات شخصيّة، من دون أي وخز ضمير"،مشدداً على أنه "أجل، أمام هذا الواقع الاستعبادي الحديث، بالإضافة إلى الاتجار بالبشر وكراماتهم والعنف المنزلي، وتدهور الروابط الزوجيّة والعائليّة، وفقدان الثقة بين الشعب والحكّام، والتفلّت من المبادئ والقيم الروحيّة والأخلاقيّة، نصلّي معًا اليوم هاتفين: "يمينُك يا ربّ قديرةٌ قادرة" فخلاصنا وتحريرنا يتمّان بالقدرة الإلهيّة التي انتصرت بالمسيح يسوع، بموته وقيامته، على الخطيئة والشّر. وبما أنّ الخطيئة المرتكبة، التي لا يتوب عنها مرتكبوها، وقد أصبحت "هيكليّة خطيئة"، هي التي تتسبّب بجميع أنواع الشرور في العالم، فإنّ نعمة المسيح التي تقود إلى التوبة كفيلة بتبديد الخطيئة وإزالة نتائجها، وإنتاج ثمار روحيّة واجتماعيّة وسياسيّة أدّت إلى تبدلات بنّاءة كبيرة، في المجتمعات والكنيسة والأوطان. ولنا عنها شواهد كثيرة في التاريخ".
ومن جهة اخرى، أشار الراعي الى "اننا في لقاء الصلاة من أجل وحدة المسيحيِّين، نشكّل صدى لصلاة المسيح ربّنا الكهنوتيّة: "يا أبتِ القدّوس، ليكونوا واحدًا، كما نحنُ واحد، أنت فيَّ وأنا فيك... فيؤمن العالم أنّك أنتَ أرسلتَني، وأنّك أحببتَهم كما أحببتَني" (يو17: 21-23)"، وفيما ندرك أنّنا بحاجة إلى نعمة المسيح تحرّرنا من ضعفنا وتشدّدنا في سعينا إلى شدّ أواصر الوحدة، وإزالة أسبابها، نرفع صلاتنا إلى الله مع موسى والشعب الذين، عندما حرّرهم الله وأخرجهم من حالة الاستعباد والظلم، رفعوا صلاة الشكر والالتماس الدائمين هاتفين: "يمينُك يا ربّ قديرةٌ وقادرة" (خروج15: 6).
ولفت الراعي الى "اننا نفتتح أسبوع الصلاة مع أصحاب الغبطة البطاركة يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، وكريكور بدروس العشرين كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك الحاضرَين معنا، ويوحنا العاشر بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الممثَّل بسيادة المطران انطونيوس الصوري، واغناطيوس افرام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس الممثَّل بسيادة المطران تيوفيلوس جورج صليبا، والكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان بطريرك كيليكيا للأرمن الأرثوذكس الممثّل بسيادة المطران مغريك باريكيان، ويوسف العبسي بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيّين الكاثوليك، الممثَّل بسيادة المطران إدوار جاورجيوس ضاهر، والقس الدكتور سليم صهيوني رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان، ومع القائم باعمال السفارة البابوية المونسينيور ايفان سانتوس وممثّلي الكنائس الأخرى والسادة المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات ومع هذا الجمهور من المؤمنين والمؤمنات، نفتتح أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيِّين بدعوة من اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة، فنحيّي رئيسها سيادة أخينا المطران جوزف معوّض، راعي أبرشيّة زحله المارونيّة، وأمين سرّها الخوري طانيوس خليل وسائر أعضائها. ونحيّي مجلس كنائس الشَّرق الأوسط بشخص امينه العام ونثمّن تعاونه مع اللّجنة الأسقفيّة لإحياء هذا الأسبوع، ولتعريب النص العالمي الذي اختاره المجلس الحبري الفاتيكاني لتعزيز الوحدة بالتعاون مع "لجنة إيمان ونظام" في مجلس الكنائس العالمي، ولتوليف هذا النصّ بما يتناسب مع الظروف الدينيّة والاجتماعيّة والثقافيّة في منطقتنا".