أشار الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن إلى "أنّ أزمة البطالة في المنطقة العربية في تزايد مستمر، لا سيما بعدما اجتاحت العولمة المتوحشة بلدان العالم تاركة آثارها السلبية في كلّ مكان، نتيجة عولمة الأنشطة المالية واندماج أسواق العمل وتعاظم انتشار الشركات متعدّدة الجنسيات العابرة للقارات في مقابل تراجع دور الدولة في الاستثمار والتشغيل".
كلام غصن جاء خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الإعلامي الأول للترويج لإنجازات وأنشطة منظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط المنعقد بفندق ريتز كارلتون العاصمة المصرية القاهرة.
في الجلسة الأولى التي حملت عنوان "التشغيل والحدّ من البطالة ودور الشباب التنموي في المنطقة العربية" والتي رأسها المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري وتناولت علاقة المؤسسات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد ومنظمة التجارة العالمية ودورهم في نشر أفكار الخصخصة وتراجع دور القطاعات الإنتاجية ما تسبب في تسريح مئات الآلاف من العمال، ناهيك عن تخفيض الدولة الانفاق الاجتماعي، تحدث غصن عن "الأزمة التي هدّدت عالم العمل والعمال، في ظلّ ما يسمّى بالربيع العربي، وما نتج عنه من انتشار الإرهاب وإحداث فوضى أمنية واقتصادية نتج عنها ارتفاع في معدلات البطالة تخطت الـ20 مليون عاطل في المنطقة العربية، وهناك توقعات بتزايدها في حال عدم المواجهة الحاسمة".
وراى غصن انه "في ظل الربيع العربي ازداد عجز الموازنات العامة لعدد كبير من البلدان ،وإنخفض الاحتياطي النقدي وتدنت قيمة العملة الوطنية وارتفعت معدلات التضخم والمعيشة وزاد عدد المهاجريين والنازحين واللاجئين، وانتشر الفقر"، وتطرق إلى آثار الإرهاب "الذي تسبّب في خسائر للاقتصادات العربية بلغت أكثر من 800 مليار دولار"، لافتاً إلى "الدور الذي تلعبه منظمة العمل العربية والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب باعتبار الأخير أحد أهم أضلع تلك المنظمة، إلى جانب الحكومات وأصحاب العمل". وذكّر غصن بالمعلومات التي جاءت في التقرير الخامس الذي أطلقته المنظمة، وكشف عن تزايد عدد العاطليين داعياً إلى "سرعة الربط بين التنافسية والتشغيل بما يؤدي إلى الاستخدام الأمثل للموارد البشرية، هذا بخلاف الاستراتيجيات التي أطلقتها المنظمة انطلاقاً من إعلان الدوحة 2008"، لافتا إلى أنّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب "ساهم إلى جانب منظمة العمل العربية والشركاء الاجتماعيين في وضع التصوُّر وتقديم الاقتراحات منطلقاً من بعض الثوابت منها التأكيد على أنّ العمل قيمة إنسانية وحضارية، والتنبيه إلى أنّ آثار البطالة تمتد إلى التسبب في ضعف الانتماء والشعور بالتهميش وتهديد السلم الاجتماعي والأمن القومي العربي، وكذلك التركيز على مؤتمرات وقرارات العمل العربي المتعاقبة، خاصة تيسير تنقل الأيدي العاملة العربية، وكذلك تحسين جودة التعليم وربطه بسوق العمل، ودعم كافة برامج منظمة العمل العربية الخاصة بسوق العمل والتشغيل ودعم قدرات المنشآت الصغيرة".
وشدّد غصن على الدور الذي يلعبه الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب "في العمل العربي المشترك ولمّ الشمل ومواجهة كافة مخططات التفكك والتشرزم التي تهدّد الإنتاج والأمن القوميين".