اسبوعان يفصلان المرشحين للانتخابات النيابية لتقديم ترشيحاتهم حيث يعتمد معظمهم على الاحزاب التي ينتمون اليها، لكن خارطة التحالفات مازالت قيد الاتصالات والمحاولات لتأمين الفوز الاصعب، وهي التي ستحدد حظوظ من سيحجز له مقعداً نيابيا في برلمان 2018 بعدما ملّت المقاعد من النواب الذين مدّدوا لأنفسهم لاكثر من مرة.
لكن المؤكد ان العديد منهم يعتبر من الثوابت، وحتى لو ان القانون الجديد الذي ولد بعملية قيصرية قد يحجز مقعدًا لبعض الذين خاضوا تجارب كثيرة لدخول البرلمان ويحقق البعض منهم حلمه "بعون" الصوت التفضيلي، الا انه لن يشكل عنصراً ضاغطاً لناحية القوانين والقرارات والمقاعد الوزارية التي ستتوزع على الاحزاب الكبيرة.
ورغم بعض التسريبات حول تأجيل هذه الانتخابات نظراً لغموض صورة نتائجها، الا ان حركة المرشحين زادت وتيرتها وضاقت الدوائر بالتكهنات، لناحية الخيارات والاعتبارات، التي تفرض الاسماء في جميع الدوائر ولاسيما فيما يتعلق بالمرشحين المسيحيين في المناطق التي يطغى عليها الصوت الشيعي.
وتبدو دائرة بعلبك-الهرمل المثل الصارخ، وهي التي تضم حوالي 300 الف ناخب يتمثل فيها الشيعة بستة نواب و2 للسنة وواحد لطائفة الروم الكاثوليك وآخر للموارنة الذين تطغى اصوات الناخبين فيها على الاولى.
في هذه الدائرة حسمت "القوات اللبنانية" موقفها لناحية ترشيح انطوان حبشي رغم امتعاض احد النواب السابقين على التسمية التي تعود احقيتها له وذلك في مواجهة النائب اميل رحمة الذي مازال يحظى بدعم "حزب الله" وهو الذي حقق فوزاً اسطورياً باعلى "سكور" بعدد الاصوات التي نالها واستطاع ازاحة نادر سكر بسلاسة على اعتبار انهما من الرفاق السابقين في "القوات اللبنانية"، لكن رحمة اليوم يعيش وسط حيرة وصراع الاقطاب، فبعدما اجتاز عقبة (رئيس الجمهوريّة ميشال) عون-فرنجية حيث لم يدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، هو اليوم يعيش صراع عون-بري (رئيس المجلس النيابي نبيه برّي) ومن الصعوبة بمكان ان يخرج منها بتزكية كما حصل في الدورة السابقة.
مصادر التيار الوطني الحر تؤكد ان ترشيح النائب رحمة تواجهه اعتراضات وصعوبات ليس اقلها عدم تقدّمه في المحيط المسيحي، ما يؤثر على اصواته التفضيلية عكس المرشح باتريك فخري الذي يبدو انه يحظى بتأييد عوني ومن حزب الله بسبب حركته الخدماتية والسياسية الناشطة واستناده على عائلته المنتشرة والمصاهرات التي أمّنت له حضورا وقبولا سيساعده في حجز مقعده في اللائحة الاولى. وهنا يطرح السؤال "من سيربح" طلب الترشيح بين الحليفين فضلا عن اسماء اخرى في منطقة يغلب عليها الطابع العائلي العشائري ومنهم ربيعة كيروز فادي حبشي والياس الهاشم.
اما المقعد الاخر، فهو لطائفة الروم الكاثوليك الذي يتركز ثقلهم في منطقة القاع، الفاكهة، الجديدة وراس بعلبك، والذي كان من الحصة الشمعونية في ستينيات القرن الماضي ولطالما شغله حبيب مطران من "حزب الوطنيين الاحرار" ثم النائب البير منصور في العام 1972 بصورة فاجأت المعنيين في ذلك الزمان ومن ثم ملأه النائب مروان فارس منذ ما يقارب 20 سنة وخسره منصور رغم خوضه الانتخابات 3 جولات أُخَر.
اليوم، يتأرجح المقعد بين "الحزب السوري القومي الاجتماعي" وامتداده التحالفي مع قوى 8 آذار وبين النائب السابق منصور الذي أعاد تخزين نشاطه عبر اطلاق المواقف الوطنية التي عرف بها، وهي تحاكي بيئة حزب الله، كما ان النائب فارس الذي احتفظ بهذا المقعد حتى يومنا هذا يؤكد على استمراره في العمل النيابي، الا ان هناك عدة اشخاص من الحزب بدأوا بطرح ترشيحاتهم امام الحزب ومنهم المحامي اياد معلوف الارثوذكسي الذي "تكثلك" وينحدر من حدث بعلبك، والمحامي ميشال عاد ابن بلدة القاع وشقيق احد امناء الحزب الذي يمتلك حيثيّة جيدة في المنطقة والبلدة، التي، يرى العديد من ابنائها ان هناك شخصيات كاثوليكية يفترض ان تتمثل بغض النظر عن الانتماء الحزبي، من هنا يبدو ان هناك امتعاض الى حدّ اعتبار ترشيح المعلوف نوعا من تجاوز الشخصيات التي قد تمثل الطائفة في تلك الدائرة.