على بعد ثلاثة أِشهر من اجراء الإنتخابات النيابية، وأيام من فتح باب الترشّح اليها، أعاد التقارب على خطّ "التيار الوطني الحر"-"القوات اللبنانية"، و"القوات"- تيار "المستقبل" خلط الأوراق الإنتخابية. في 7 آذار يقفل رسمياً باب الترشّح الى الإنتخابات النيابية ولدى المرشحين الراغبين بالانسحاب مهلة شهر من موعد الإقتراع الاول للناخبين (اقتراع المغتربين) المصادف في 22 نيسان للإنتظام في اللوائح أي 22 آذار المقبل.
في الإنتخابات الأخيرة التي جرت عام 2009 كانت النتائج شبه محسومة في بعض الدوائر خصوصاً الشوف-عاليه إلا أن الحال يختلف على أساس القانون النسبي حيث ترجح فيه التحالفات بنسبة كبيرة ميزان الربح والخسارة في بعض الدوائر، وهذه هي حال دائرة الشوف-عاليه التي يصل عدد الناخبين فيها الى 325.364 ناخباً بحسب الدولية للمعلومات ويتوزعون على الشكل التالي: 131.929 دروز، 60.738 سنة، 8.444 شيعة، 87.730 موارنة، 16.843 روم كاثوليك، 16.709 روم أرثوذوكس، 7.971 مسيحي مختلف، وتقسّم الى 13 مقعداً 8 عن الشوف (3 موارنة، 2 سنة، 2 درزي، 1 روم كاثوليك)، 5 عن عاليه (2 درزي، 2 موارنة، 1 روم أرثوذوكسي).
في هذه الدائرة هناك حضور لتيار "المستقبل"، "القوات اللبنانية"، الحزب التقدمي الاشتراكي، يأتي بعدها (من دون ترتيب) الحزب الشيوعي، الوزير السابق وئام وهاب، الحزب القومي السوري الاجتماعي، وزير المهجرين طلال ارسلان، الجماعة الاسلامية اضافة الى الوزير السابق ناجي البستاني (تبنى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ترشيحه إلا أنه لا يزال يؤكد أنه بصف "التيار الوطني الحر"). ويشرح الخبير الإنتخابي محمد شمس الدين عبر "النشرة" أن "هناك عدّة سيناريوهات للتحالفات في هذه الدائرة ويجب الإنطلاق من مسألة أساسية أن الاشتراكي ملزم بتحالف مع "المستقبل" يمتد من دائرة بيروت الثانية الى الشوف-عاليه وصولا حتى البقاع الغربي، من هنا يجب الإنطلاق، فيما لم يعرف بعد إذا ما سينضّم التيار الوطني الحر الى هذا التحالف أو القوات اللبنانية أو الإثنين معاً".
"في حال خاض "التيار الوطني الحر" الإنتخابات الى جانب "المستقبل" والاشتراكي وارسلان مقابل لائحة تترأسها "القوات" وقوى أخرى في المنطقة"، فالمرجح بحسب شمس الدين أن "تفوز هذه اللائحة بـ10 مقاعد، أما وفي حال تمّ تحالف الأربعة (الاشتراكي-القوات-التيار الوطني الحر-المستقبل) في هذه الدائرة فإن اللائحة ستفوز بالتوافق"، مشدداً في نفس الوقت على أن "سيناريو التحالفات سيحسم في الأيام المقبلة ولكن الثابت حتى الآن هو تحالف جنبلاط-الحريري في هذه الدائرة وهو الذي يرجح الفوز أو الخسارة لأي من القوى التي تنضم اليه طبعاً باعتبار أن رئيس الحكومة سعد الحريري هو الناخب السنّي الأقوى على الساحة اليوم، أما في حال برزت قوى معارضة مدعومة من الخارج فتتغيّر كلّ الحسابات لأن الحريري سيقع بمشكلة كبيرة ولن تبقى "شعبيته" على حالها".
إذاً في دائرة الشوف-عاليه تحالف جنبلاط-الحريري يرجّح ميزان الربح والخسارة، فمن سينضم الى هذا التحالف "التيار" أم "القوات"؟!.