لفت راعي أبرشية البترون المطران منير خيرالله، خلال ترؤسه القداس الّي أقامته فرق السيدة في رعية مار اسطفان في البترون، احتفالاً باليوبيل الفضي، إلى "أنّنا نحتفل اليوم معا بمرور خمس وعشرين سنة على تأسيس "فرق السيدة" في البترون. ولكن هذا التأسيس له تاريخ يعود إلى سنة 1990 عندما أسس الخوري فرنسيس البيسري (المطران في ما بعد) مع بعض المتزوجين من حركة فرسان العذراء في البترون حركة عائلات مسيحية ملتزمة بعيش إيمانها وأطلق عليها إسم "عائلات مريم"".
وأشار المطران خيرالله، إلى أنّ "بعد تسلّمي خدمة رعية البترون خلفاً للمطران البيسري في أواخر تشرين الأول 1991، تابعت مسيرته وأسّست فرقة ثانية من عائلات مريم. ولكن سرعان ما دعوت الفرقتين في أوائل سنة 1992 إلى الإنضمام إلى الحركة العالمية لفرق السيدة الّتي أطلقها الأب هنري كافاريل سنة 1939 ودخلت لبنان سنة 1963"، منوّهاً إلى أنّ "حركة فرق السيدة هي حركة علمانية تهدف إلى جمع أزواج مسيحيين ودعوتهم إلى عيش التعاضد والتعاون الروحي والمعنوي من خلال الصلاة والمشاركة وتبادل الخبرات. وتطلب من الأزواج أن يعيشوا معا الروحانية الزوجية، إذ يرون في الزواج دعوة من الله وطريقا إلى القداسة، وأن يجعلوا من الإنجيل شرعة لحياتهم؛ وذلك تحت نظر العذراء مريم التي يرون فيها أفضل مرشد يقودهم إلى الله.".
وبيّن أنّ "الحركة تقترح في شرعتها وسائل تساهم في نمو الأزواج ونضوجهم في محبة الله والقريب، وتتلخص بما يلي: القراءة اليومية لكلمة الله في الكتاب المقدس والتأمل فيها، الصلاة الشخصية، الصلاة الزوجية والعائلية، الحوار الشهري بين الزوجين تحت نظر الرب أي واجب المجالسة، نقاط الجهد الحسية أي اتخاذ قصد حياة يعاد النظر فيه كلّ شهر، القيام برياضة روحية مرة في السنة. وأخيراً تنصح الحركة كلّ فرقة بأن تتّخذ لها مستشاراً روحيّاً، و كاهن يرافق الأزواج بحضوره وتفاعله معهم ومساندته لهم في معرفته العقائدية المسيحية وفي حياته الخاصة وخبرته الرعوية".
وركّز خيرالله، على أنّ "انطلاقاً من هذه المبادىء، بدأنا مشوارنا الطويل في رعية البترون منذ خمس وعشرين سنة. وقبلنا أن يرافقنا مسؤولون في حركة فرق السيدة ليساعدونا على الدخول في روحانية الحركة وعلى استيعاب موهبتها الخاصة والوعي لأهمية رسالتها لدى الأزواج والعائلات. واقتنعنا معاً أنّ الحركة الّتي ننتمي إليها هي هبة نبوية في الكنيسة وفي المجتمع. هي حركة الروحانية الزوجية وتجد مكانتها في الكنيسة التي تريد أن تسهر على العائلة مستعينة بخبرة الأزواج الملتزمين في فرق السيدة"، مشدّداً على أنّها "مدرسة صلاة وتأمل تهدف إلى عيش الحب الزوجي في ضوء الإنجيل، بحيث تصبح شاهدة له في المجتمع ومبشّرة به في محيطها".
ونوّه إلى "أنّنا فهمنا معاً أنّ الأزواج الّذين يكونون قد تغذّوا من المسيح في الكنيسة يصبحون مرسلين إلى خارج عائلاتهم ومحيطهم ليشهدوا لما يعيشونه ولما يتلقونه، ولينقلوه إلى الآخرين، ويصبحون أفضل من يحمل المسيح وفرح الحياة إلى العائلات الأخرى ويشجعونها ويساندونها".
وأوضح خيرالله، أنّ "هذا ما جعلنا نعمل أوّلاً على تأسيس فرقة ثالثة ثمّ رابعة في البترون، ثمّ على تأسيس فرق أخرى في الشمال أصبحت اليوم تؤلّف قطاعاً مستقلّاً ضمن منطقة لبنان في حركة فرق السيدة. ولأنّنا عشنا هذه الخبرة الإنسانية والكنسية، أردنا أن ننفتح على الآخرين حاملين رسالة الإشعاع الروحي"، مشيراً إلى "أنّني في الرعية اتّكلت على هؤلاء الأزواج لننطلق معاً نحو تطوّر الرعية وتجديدها. أسّسنا المجلس الرعوي، ومن ضمنه لجنة العيلة سنة 1994، ثمّ مركز الإعداد للزواج والإرشاد العيلي. ومنهما انطلقنا إلى كلّ الأبرشية"، منوّهاً إلى "أنّنا أكملنا مشوارنا بالإنفتاح والإشعاع الروحي والرعوي والكنسي".