أكّد وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنّ "دولة قطر ظلّت تدافع عن المنطقة، ومازالت تؤمن بإمكانية توفير ظروف حياة أفضل وتعليم جيّد لشعوبها"، مشيراً إلى أنّ "دولة قطر أعطت اهتماماً كبيراً للأطفال الصغار في كلّ أنحاء المنطقة ممّن لم يلتحقوا بالتعليم ووفّرت لهم فرصاً متساوية للعودة إلى المدارس، وذلك من خلال العديد من البرامج أهمّها "علم طفلا" الّذي يعلّم حاليّاً 7.6 مليون طفل في الدول الفقيرة".
وأشار وزير الخارجية، خلال مشاركته في جلسة بعنوان "رؤية مشتركة للعالم العربي" في منتدى دافوس الإقتصادي العالمي، إلى أنّ "جماعات التطرف العنيف تنمو في مناطق الإضطرابات السياسية والتفكّك الإجتماعي والفقر والمشاكل الإقتصادية؛ واقتصار التعامل مع الجماعات المتطرفة على الجوانب الأمنية فقط سيؤدّي إلى اختفاء الإرهاب لفترة قصيرة ويمهّد لنمو جماعات متطرفة جديدة".
وركّز على أنّ "تنظيم "داعش" ما هو إلّا تطوّراً لتنظيم القاعدة الّذي كان في العراق"، منوّهاً إلى أنّ ""داعش" لم يبدأ في سوريا وإنّما في العراق، وذلك بسبب الفراغ السياسي وتهميش فئات معينة. والتنظيم وجد مكاناً مثالياً للنمو في سوريا بعد الفوضى الّتي خلقها النظام"، داعياً إلى "النظر للإرهاب من زاويتين رئيسيتين هما الأيديولوجيات وغياب الدولة"، مشدّداً على أنّ "قدرة المتطرفين على استخدام الأيديولوجيات لحشد الموارد وتجنيد الناس لم يسبق لها مثيل، وأنّ المجموعات المتطرفة لا تنمو في دول تعتبر جميع مواطنيها سواسية".
وبيّن آل ثاني، "أنّنا نشعر بالأسف لكون مجلس التعاون أصبح منظمة غير فعالة بعدما كان في الماضي القريب مثالاً للتماسك والأمل للعالم العربي"، لافتاً إلى "أنّنا نقرّ بوجود انقسام في الشرق الأوسط، ولدينا خلافاتنا، ولكن تلك الخلافات لن تحلّ أبداً في ساحات المعارك، والجميع سيأتون في النهاية إلى طاولة المفاوضات".
وعن الأزمة الخليجية، أشار إلى "أنّنا نعيش في حقبة نحتاج فيها إلى التعايش جنباً إلى جنب مع احترام سيادة الدول"، مشدّداً على أنّه "لا يوجد حلّ وسط عندما يتعلق الأمر بالسيادة"، معرباً عن "استمرار دولة قطر في الدعوة للحوار لحلّ الأزمة".