مع اقتراب موعد فتح الباب للترشّح يبدأ العدّ العكسي للإنتخابات وكلما اقتربنا من الموعد كلما زادت المعركة حماوةً. حالياً تعمل الأحزاب السياسية على بلورة أسماء مرشّحيها قبل موعد فتح باب الترشح في شباط المقبل ورسم صورة التحالفات النهائية التي بها ستخوض المعارك.
في تقرير أول عن التحالفات الإنتخابية تطرقنا الى دائرة الشوف-عاليه، وفي هذا التقرير سنتناول موضوع دائرة بعبدا التي تمثل رمزاً للتعايش المسيحي-الاسلامي. في هذه الدائرة يصل عدد الناخبين الى 164.222 يتوزعون على الشكل التالي: 59.837 موارنة، 12.385 روم ارثوذوكس، 7.488 روم كاثوليك، 1.420 أرمن أرثوذوكس، 3.482 مختلف مسيحي، 41.033 شيعة، 28.631 دروز، 9.946 سنة، وتقسّم المقاعد في هذه الدائرة الى 6، 3 للموارنة، 2 للشيعة، 1 للدروز.
في بعبدا يوجد حضور لـ"التيار الوطني الحر"، "حزب الله"، "القوات اللبنانية"، "الكتائب"، "التقدمي الاشتراكي"، الحزب "السوري القومي الإجتماعي"، وفي العام 2009 فاز تحالف التيار الوطني الحر-حزب الله بالمقاعد الستة في هذه الدائرة: 3 موارنة للتيار الوطني الحرّ وهم الآن عون، حكمت ديب وناجي غاريوس، 2 شيعة لـ"حزب الله" وهم النائبين علي عمار وبلال فرحات، وعن الدروز فادي الأعور. هنا يشرح الخبير الإنتخابي محمد شمس الدين أنه "وفي حال حصل التفاهم بين القوى الأساسية في هذه الدائرة وهي "التيار الوطني الحر"، "حزب الله"، القوات والتقدمي الاشتراكي فعندها تفوز اللائحة بالتزكية ولكن هذا الخيار مستبعد كون "حزب الله" لا يخوض المعارك على لائحة واحدة مع "القوات اللبنانية"، مرجحاً أن "يخوض "التيار الوطني الحر" الإنتخابات على لائحة مع "حزب الله" في مقابل تحالف "القوات" مع الحزب "الاشتراكي" في هذه الدائرة عندها تذهب اللائحة مناصفةً فيفوز التيار وحزب الله بـ3 مقاعد (نصف العدد) والقوات والاشتراكي بـ3 مقاعد".
"القانون الحالي هو نسبي على أساس اللوائح وأكثري على الصوت التفضيلي". هذا ما يؤكده شمس الدين، لافتاً الى أن "الصوت التفضيلي هو لتحديد حصّة كلّ مرشّح في الربح والخسارة"، مشيراً الى أن "هذه اللعبة أي لعبة الصوت التفضيلي ستكون أساسية في دائرة بعبدا لأنها ستحدّد حصّة كل فريق في اللائحة في ربح وخسارة المقاعد". ويضيف شمس الدين: "مثلاً إذا تحالف التيار وحزب الله في هذه الدائرة وفازا بنصف المقاعد فإن لعبة الصوت التفضيلي هي التي ستحدّد إذا ما سيكونوا 2 موارنة وشيعي أو ماروني واحد و2 شيعة وهذا الأمر يتوقف على قدرة كلّ جهة على تجيير أصواتها التفضيلية لمرشّحيها ومن يحصل على النسبة الأعلى ليضمن دخول مرشحين له مقابل مرشح واحد للفريق الثاني".
ستشهد دائرة بعبدا واحدة من المعارك التي ستخاض بين الأحزاب على مستوى لبنان إلا في حال اتّفقت القوى الكبرى في هذه الدائرة على لائحة واحدة. وفي هذه الدائرة سيخسر الثنائي التيار الوطني الحر-حزب الله نصف المقاعد التي كانت لهم في الإنتخابات الأخيرة في حال خاضا الإنتخابات بوجه القوات والمستقبل وهذا يعدّ واحدا من نتائج القانون النسبي، ليبقى للصوت التفضيلي الحسم في مسألة إن كان الفوز حليف الموارنة بمقعدين والشيعي بمقعد أو العكس.