وصل الى بيروت مساء اليوم، بطريرك بابل على الكلدان مار لويس روفائيل ساكو آتيا من العراق، للمشاركة في اجتماعات مجلس كنائس الشرق الأوسط بصفته رئيسا للعائلة الكاثوليكية، ولاختيار أمين عام جديد للمجلس.
وأعلن البطريرك ساكو لدى وصوله الى صالون الشرف في مطار بيروت الدولي حيث كان في استقباله رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، انه يزور لبنان "لمناقشة هيكلية واستراتيجية المجلس القادمة لمجلس الكنائس في ظل الأوضاع المتسارعة والمستجدة والقاسية في شرقنا"، مشيرا الى أنه "يتطلع لأن يكون للمجلس دور فعال في بلداننا وألا يكون ككثير من التشكيلات مجرد شكلي لأن المسيحيين بحاجة الى عمل فعال وقوي للتأكيد على حضورهم ووجودهم ودورهم".
وردا على سؤال حوال التغيير الذي طرأ على المسيحيين في العراق وخاصة بعد تحرير كنائس نينوى من "داعش" قال ساكو: "طبعا هناك تغيير وبرأيي ان الحكومة العراقية تضع يدها على سكة جديدة وسليمة، ومن المؤكد انه يوجد كثير من الافرازات لما تركه داعش، فصحيح ان داعش انتهى أو كاد ينتهي على الأرض لكنه على صعيد الفكر ما زال موجودا بشكل قوي، وهذا الفكر منتشر مع الأسف".
وعن دور الكنيسة قال: "ان دورها أبوي وصوتها صارخ في البرية، لكن السياسيين والذين يملكون المقاليد هم من يجب أن يتعملوا الدرس، فمثلا الغرب يعيش بأمان منذ الحرب العالمية الثانية لأنه عرف بأنه لا حل إلا من خلال الحوار والتفاهم، أما المشرقيون فلا يزالون يحملون السلاح ويعتقدون أن الحل يكون بالبندقية وهذا ما يجب أن ينتهي. اذن لا حل بالبارود، انما بالجلوس والتفاهم واحترام الآخر والتطلع أيضا الى المستقبل، فكرامة الانسان وحقوقه يجب أن تحترم، والانسان الشرقي مهان، فالعقلية الطائفية والإثنية دمرت بلداننا وخاصة نحن في العراق فلقد تعبنا وشعبنا المسيحي كان تعداده مليونا ونصف المليون مسيحي وقد تهجر منه مليون شخص".
اضاف: "ففي لبنان يوجد أكثر من 18ألف شخص، وكذلك في الاردن وتركيا فلماذا يتركون بلدانهم، فإضافة الى السبب الأمني في تهجيرهم هناك أيضا التهميش وكأنهم مواطنون من درجة ثانية، وهذا لا يجوز، فأنا مواطن عراقي سواء كنت مسيحيا أو مسلما أو كنت مؤمنا أو غير مؤمن، وهذا شيء شخصي، فأنا مواطن عراقي يجب أن أتمتع بجميع حقوقي وواجباتي".
وأشار الى أن "الكنيسة تعمل مع الجميع وبادرت الى ترميم البيوت والكنائس والمدارس وبدأت الناس بالعودة، إلا أنه توجد مشكلة بانقسام سهل نينوى بين الاقليم وحكومة المركز والناس خائفة من العودة". وقال: "ككنيسة لا يوجد أي معونة أو مساعدة سواء من الدولة أو التحالف الدولي، فالجمعيات الخيرية وأبرشياتنا هي من تساعدنا.
وعن المهجرين العراقيين في لبنان قال: "يوجد بعض العائلات التي هاجرت من العراق بقرار شخصي وقبل مجيء داعش والمسؤولية تتحملها العائلات ذاتها سواء في لبنان أو في تركيا، هناك 50ألف كلداني مهجر ونحن لسنا دولة ولا نستطيع تأمين تأشيرات سفر أو لجوء ولا إقامة أو مدارس. فنحن نحترم قرار العائلات ونساعدها قدر المستطاع. وقد طلبنا المساعدة من السينودس ومن الأبرشيات القادرة خاصة في لبنان والاردن وتركيا إضافة الى الجهود التي يقوم بها المطران ميشال قصارجي".
ودعا ساكو الكلدانيين الى ان يشعروا بالانتماء الى الهوية، انما الخيار لهم فلا يحملوا الكنيسة أو المطران أو البطريرك اكثر من طاقتهم اذ يبذلون اقصى جهودهم على الصعيد الانساني".
وعن تمثيل الطائفة الكلدانية في المجلس النيابي قال: "بصراحة ان لبنان يتحمل اكثر من طاقته لناحية المهجرين ولا يعاني اي بلد غيره من هذا الحمل الثقيل. وارى أن التمثيل النيابي للكلدانيين يجب أن يحل ضمن العائلة اللبنانية لان وضع لبنان يختلف عن وضع العراق".