مع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية المقبلة، المقررة في شهر أيار المقبل، من الضروري العودة إلى بعض المفاهيم التي يتضمنها القانون الإنتخابي الجديد، لا سيما أنها المرة الأولى التي ستنظم فيها الإنتخابات النيابية على أساس النظام النسبي ضمن لوائح على أساس الصوت التفضيلي، مع العلم أن هذه اللوائح من الممكن أن تكون مكتملة أو غير مكتلمة شرط أن تضم أقله مرشحاً عن كل دائرة صغرى و40% من مقاعد الدائرة ككل.
وبالتعاون مع مكتب الإحصاء والتوثيق، الذي يديره كمال فغالي، ستعرض "النشرة" أبرز المفاهيم التي على الناخب اللبناني التعرف عليها:
عتبة التمثيل تساوي "الحاصل الإنتخابي، وهي تأتي من قسمة عدد المقترعين في كل دائرة على عدد المقاعد، وعلى سبيل المثال في حال كان لدينا دائرة من 120 الف مقترع و10 مقاعد تكون عتبة التمثيل 12000، لكن بعد ذلك في عملية توزيع المقاعد يتم إستبعاد الأصوات التي حصلت عليها اللائحة أو اللوائح التي لم تصل إلى عتبة التمثيل، للحصول على عدد الأصوات التي يعتد بها.
ضمن المثل نفسه، أي دائرة من 120 ألف ناخب و10 مقاعد، في حال كان هناك 5 لوائح نالت الأعداد التالية من الأصوات: الحمراء 25000، الزرقاء 37000، الصفراء 38000، الخضراء 11000، البنفسجية 9000، يتم استبعاد الأصوات التي نالتها اللائحة الخضراء وتلك التي نالتها اللائحة البنفسجية، ليصبح عدد الأصوات التي يعتبد بها 100000.
توزيع المقاعد على اللوائح
بالإنتقال إلى عملية توزيع المقاعد على اللوائح، من الضروري الإشارة إلى أن الصيغة النسبية تهدف إلى تمثيل كل لائحة بعدد مقاعد يوازي قوتها الإنتخابية، والمشرع اللبناني اختار صيغة النسبية باللوائح، التي تطرح إشكاليتين: توزيع المقاعد على اللوائح وتوزيع المقاعد على المرشحين في اللوائح.
بالنسبة إلى توزيع المقاعد على اللوائح، تحصل كل لائحة على نسبة من المقاعد توازي نسبة الأصوات التي نالتها، من خلال قسمة مجموع الأصوات في الدائرة على عدد المقاعد (الحاصل الإنتخابي)، وتعطى كل لائحة عدداً من المقاعد يوازي عدد المرات التي تردد فيها هذا الحاصل في أصواتها في المرحلة الأولى، حيث هناك مرحلة ثانية متعلقة بتوزيع المقاعد المتبقية، التي لم توزع في المرحلة الأولى، وفقاً للكسور، فتحصل على هذه المقاعد اللوائح ذات الكسور الأكبر.
على سبيل المثال، في دائرة من 100 الف صوت و10 مقاعد يكون الحاصل الإنتخابي هو 10 الف، تحصل اللائحة الحمراء، التي نالت 25000 صوت، في المرحلة الأولى على مقعدين، بينما تنال اللائحة الزرقاء، التي نالت 37000 صوت، على 3 مقاعد، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللائحة الصفراء التي نالت 38000 صوت، ليكون في هذه المرحلة قد تم توزيع 8 مقاعد على اللوائح الثلاث من أصل 10.
في المرحلة الثانية، التي سيتم فيها توزيع المقعدين المتبقيين، يتم العودة إلى الكسور، أي عدد المرات التي تكرر فيها الحاصل الإنتخابي في الأصوات التي نالتها كل لائحة (الحمراء: 2.5، الزرقاء: 3.7، الصفراء: 3.8)، وبالإعتتماد على الكسر الأكبر تحصل اللائحة الزرقاء على مقعد إضافي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللائحة الصفراء.
الصوت التفضيلي
بحسب قانون الإنتخاب الجديد، يحق للناخب منح صوته التفضيلي لمرشح واحد ضمن اللائحة التي قرر التصويت لها، ولهذا الأمر أهمية بالغة نظراً إلى أن المقاعد التي حصلت عليها كل لائحة ستوزع على مرشحي اللائحة الذين حصلوا على أكبر عدد من الأصوات التفضيلية.
لشرح هذه العملية، سنطرح المثال التالي: دائرة جبل لبنان اقترع فيها 123337 ناخب وتوزعت الأصوات على اللوائح بالشكل التالي: التيار الوطني الحر: 50154، القوات اللبنانية: 24522، المدني: 15450، المستقبل: 6750، الوحدة: 26431.
بعد الإنتهاء من عملية حسب عتبة التمثيل في هذه الدائرة التي تضم 8 مقاعد (15417)، يتم إستبعاد لائحة المستقبل التي لم تتخطَّ تلك العتبة وتحسم الأصوات التي حصلت عليها من عدد المقترعين للحصول على عدد الأصوات التي يعتد بها لتوزيع المقاعد (116587).
وبعد توزيع المقاعد على أساس قسمة عدد الأصوات التي حصلت عليها كل لائحة على الحاصل الإنتخابي أولاً، ومن ثم من خلال توزيع ما تبقى من المقاعد على أساس الكسور (كما تم الشرح في المثال السابق في الأعلى)، تحصل لائحة التيار الوطني الحر على 3 مقاعد، ولائحة القوات على مقعدين ولائحة المدني على مقعد واحد ولائحة الوحدة على مقعدين.
بالإنتقال إلى عملية توزيع المقاعد على المرشحين في كل لائحة، يجب في البداية احتساب مجموع الأصوات التفضيلية في الدائرة الصغرى، (جبيل: 51565، كسروان: 65022)، ومن ثم يتم احتساب النسبة المئوية من الأصوات التفضيلية لكل مرشح، على أساس قسمة أصواته التفضيلية على مجموع الأصوات التفضيلية التي حازت عليها اللوائح المؤهلة في الدائرة الصغرى، وتكون النتيجة على الشكل التالي:
سيمون اهمجي مرشح ماروني عن دائرة جبيل (التيار): 15000 صوت، 29.1%. (فائز)
زياد الريس مرشح ماروني عن دائرة جبيل (القوات): 11750 صوت، 22.8%. (فائز)
شامل تنوري مرشح ماروني عن دائرة كسروان (التيار): 14500 صوت، 22.3%. (فائز)
عباس عباس مرشح شيعي عن دائرة جبيل (التيار): 6527 صوت، 12.7%. (فائز)
فهد الخازن مرشح ماروني عن دائرة كسروان (الوحدة): 7000 صوت، 10.8%. (فائز)
منصور فتوحي مرشح ماروني عن دائرة كسروان (الوحدة): 6800 صوت، 10.5%. (فائز)
ناجي حويك مرشح ماروني عن دائرة جبيل (التيار): 4177 صوت، 8.1%. (خاسر)
شوقي تاجر مرشح ماروني عن دائرة كسروان (القوات): 5000 صوت، 7.7%. (فائز)
فارس قرطباوي مرشح ماروني عن دائرة جبيل (الوحدة): 3500 صوت، 6.8%. (خاسر)
جان باسيل مرشح ماروني عن دائرة جبيل (الوحدة): 3301 صوت، 6.4%. (خاسر)
نعمت ماروني مرشح ماروني عن دائرة كسروان (القوات): 4000 صوت، 6.2%. (خاسر)
ليا خليل مرشح ماروني عن دائرة كسروان (المدني): 3250 صوت، 5%. (فائز)
دياب حيدر مرشح شيعي عن دائرة جبيل (الوحدة): 2480 صوت، 4.8%. (خاسر)
زياد داوود مرشح ماروني عن دائرة كسروان (التيار): 2950 صوت، 4.5%. (خاسر)
بعد الإنتهاء من عملية ترتيب أسماء المرشحين في قائمة واحدة من الأعلى إلى الأدنى، وفقاً لما ناله كل مرشح من النسبة المئوية للأصوات التفضيلية في دائرته الصغرى، تبدأ عملية توزيع المقاعد على المرشحين من خلال منح المقعد الأول للذي جاء في المرتبة الأولى من بين مرشحي جميع اللوائح، والمقعد الثاني للذي جاء في المرتبة الثانية، وتستمر العملية بهذا الشكل على أن يؤخذ في عين الإعتبار أمران: إهمال المرشح لمقعد في الدائرة الصغرى تم إختيار نوابه، التوقف عن التوزيع في لائحة استكملت حصتها من المقاعد.
وهذه الطريقة في توزيع المقاعد تراعي توزيعها بحسب مناطق وطوائف الترشيح مع الأخذ في عين الاعتبار: المتفوقون تفضيلياً داخل كل لائحة بحسب آراء ناخبيها، المتفوقون بين المرشحين جميعهم على المقعد عينه من اللوائح جميعها لإعطاء الأفضلية للأكثر شعبية في دائرة ترشيحه.