منذ أزمة إستقالته من المملكة العربية السعودية وما رافقها من مخطط لإنهائه سياسياً ومبايعة شقيقه بهاء، يكرر رئيس الحكومة سعد الحريري في مجالسه الخاصة مقولة "ما بعد الأزمة لن يكون كما قبلها على مختلف الأصعدة". وفي تفسير لهذه المقولة، يعتبر مصدر مستقبلي أن المقصود من كلام الحريري هو أن علاقته السياسية بالأفرقاء السياسيين ستتأثر حكماً بما حصل معه خلال فترة الإحتجاز في المملكة، وكذلك بالنسبة الى علاقته مع نواب ووزراء وقيادات فريقه السياسي أي تيار المستقبل". وفي هذا السياق، يروي المصدر القيادي في التيار الأزرق أن إستياء الحريري من الفريق "المستقبلي" الذي كان شريكاً أو متورطاً بالمشروع السعودي الهادف لإلغائه، بدأ يظهر الى العلن شيئاً فشيئاً مع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية المنتظرة في السادس من أيار المقبل، والتي سيفتح الباب أمام ترشيحاتها بعد أيام قليلة وتحديداً مع حلول شهر شباط. إستياء الحريري هذا، بدأ بترجمته عبر إبلاغه أكثر من شخصية في التيار الأزرق بعدم نيته لإعادة ترشيحها من جديد الى الإنتخابات النيابية، وعلى رأس هذه الشخصيات جاء إسم فؤاد السنيورة، الرئيس السابق لكتلة المستقبل، الذي يتجه التيار الى إستبداله بمنسقه العام في صيدا والجنوب ناصر حمود، كل ذلك وسط صمت غير مسبوق للسنيورة، ووسط معلومات غير أكيدة تتردد في صيدا عن نيته بخوض المعركة في لائحة ضد تيار المستقبل.
ثاني المبعدين عن الندوة البرلمانية بقرار حريري أيضاً، يأتي إسم النائب المثير للجدل، عقاب صقر، نائب زحله والبقاع الأوسط عن المقعد الشيعي والذي لم يتكرّم على دائرته الإنتخابية ولو بزيارة واحدة بعد إنتخابه. وعن سبب إقصاء الحريري لصقر، يكشف المتابعون أن رئيس الحكومة أصبح متأكداً من المعلومات التي وردته أن صقر كان من بين الذين قادوا محاولة الإنقلاب عليه مع الوزير السعودي ثامر السبهان، وهذا ما أدى خلال فترة إعتقال الحريري الى وقوع إشكالات عدّة بين صقر ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري، سببتها تصريحاته، وكانت من الأسباب الرئيسة التي جعلت الحريري يتخذ قرار تطييره من المشهد النيابي.
في البقاع أيضاً ولكن الغربي هذه المرة، تشير المعلومات الى أن الحريري قرر التخلي نيابياً عن وزير الإتصالات جمال الجراح، وإستبداله بمرشح حزبي آخر، كل ذلك في ظل تمسكه بترشيح النائب زياد القادري.
من البقاع الى طرابلس والمنية والضنية تصل تداعيات غضب الحريري على المنقلبين عليه. تداعيات أصابت أيضاً النائب أحمد فتفت، الذي ساءت علاقته بتيار المستقبل وبرئيسه منذ أن قرّر الأخير التصويت للعماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية. يومها، غرّد فتفت خارج سرب الحريري، وإستمر تغريده هذا خارج السرب الأزرق، الى حين فترة إستقالة الحريري في الرابع من تشرين الثاني الفائت.
إذاً أسماء كثيرة سيستبعدها الحريري عن لائحته الإنتخابية، فهل ستتمكن من خرق لوائحه بعد إنتقال بعضها الى التنسيق الإنتخابي مع خصومه وعلى رأسهم اللواء المتقاعد أشرف ريفي؟.