أكد رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، أن "المسيحيّة لا تستقيم بالإنحسار ضمن حدود واضحة. لا تستقيم المسيحيّة، بأن نتصوّرها جماعة منغلقة على ذاتها. ليست المسيحيّة كيانًا مختارًا جديدًا. هي خميرة طبعًا، لكنّ الخميرة لا قيمة لها، إلا إذا كانت في العجين وغيّرته. المسيحيّة مرتبطة، بكل الشعوب وبكل الثقافات وبكل الحضارات"، مشيرا الى أن "الله هو الذي يغني هذه الحضارات بروحه القدوس وإن علينا أن نذهب إلى هذه الحضارات محّبين لها، محترمين إياها وندرك مكنوناتها العميقة، فهي من وحي الله الطبيعي لهولاء الشعوب.لسنا نحن مَن يتحتكر الحقيقة. الحقيقة هي فوق الجميع، ندخل إليها خاشعين ولا نضعها في جيوبنا ولا للحظة من لحظات الحياة".
وفي عظته خلال احتفال جامعة الحكمة بعيد القديس بولس شفيعها في ذكرى إرتداده، شدد على "أننا لسنا أفضل من غيرنا، بل نحن مدعوون إلى أن نقول للعالم إننا اختبرنا يسوع المسيح ورحمته ومحبّته"، مشيرا الى ان "الربّ يعطينا هويتنا الروحيّة والإنسانيّة. يعطينا كيف يكون الإنسان إنسانًا. يسوع المسيح هو مقياس الإنسان ومقياس البنوّة الإلهيّة، لأنه ابن الله".
وأكد مطر اننا "نشكر الله على هذا التعليم الذي غيّر وجه الأرض والذي زرع المسيحيّة في قلب العالم وضميره. لذلك جامعة الحكمة عندما تحمل اسم بولس، تحمل اسمًا كبيرًا ومسؤوليّة كبرى. نحن محبّون لجميع الناس، محبّون للحقيقة، ولكننا محبّون للمحبّة، أيضًا. الحقيقة من دون المحبّة قد تجرح. والمحبّة من دون الحقيقة قد تكون مائعةً. ارتباط المحبّة بالحقيقة، خلاص للبشر وللحياة. فلندمج حقيقتنا بمحبتنا، ولنكن على غرار بولس الرسول، أولئك الذين يؤمنون ويمّدون الأيدي للآخرين، لأن الخلاص هو لجميع الناس ونحن مسؤولون عنه كلّنا".