يبدو أن الموقوف السوري علي اللقيس المعروف باسم "أبو عائشة"، المتهم بإعدام العسكري الشهيد محمد حمية، يسعى بكل الوسائل الممكنة إلى كسب المزيد من الوقت عن طريق تأجيل جلسات محاكمته، في الملف الذي يحاكم فيه غيابياً كل من القيادي في جبهة "النصرة" الإرهابية أبو مالك التلة، والقيادي الآخر في الجبهة عمر إبراهيم المعروف باسم "أبو فاروق".
قبل حضوره إلى جلسة الإستجواب، التي كانت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد حسين عبدالله قد أرجأتها من يوم الجمعة الماضي إلى اليوم، عمد اللقيس إلى ضرب رأسه بسيارة السوق، التي كانت تنقله من السجن إلى مقر المحكمة العسكرية، مما إستدعى نقله إلى المستشفى، حيث أجريت له الاسعافات اللازمة، وتم "تقطيب" رأسه بـ"قطبتين".
بعد عودته من المستشفى، كانت هيئة المحكمة بإنتظاره من أجل الإنطلاق في إستجوابه، حيث ادخل إلى قاعة المحكمة معصوب الرأس جالساً على كرسي، بمساعدة عدد من العسكريين الذين قاموا بحمل الكرسي، عندها سأله العميد عبدالله: "ما بك؟" فأجاب اللقيس: "أشعر بالدوار"، إلا أن العميد عبدالله أبلغه أن طبيب الطوارئ، الذي عاينه في المستشفى التي نقل إليها، أكد أنه بصحة جيدة، ومن الممكن إعادته إلى السجن، أي أن حالته لا تستدعي إبقاءه في المستشفى.
عند ذلك، أصر اللقيس من جديد على أنه يشعر بالدوار ولا يملك القدرة على التركيز من أجل الكلام، ما دفع رئيس المحكمة إلى الإعلان عن تأجيل الجلسة إلى يوم الجمعة المقبل، إلا أن المتهم سارع عندها إلى الكلام مؤكداً أنه يسعى إلى إثبات براءته، خصوصاً أنه يدّعي أنه ليس "أبو عائشة" الذي أقدم على إعدام الجندي حمية، بل أن هناك شخصاً آخر يحمل اللقب نفسه هو من قام بهذه الجريمة، ومشيراً إلى أن ما حصل معه في سيارة السوق يعود إلى حالة الدوار التي يمر بها، حيث سقط وارتطم رأسه.
وتوجه اللقيس إلى العميد عبدالله بالقول، "الله يخليلك ولادك أريد بعض الوقت، وفي حال تمت إدانتي مستعد لأي شيء"، فأكد له رئيس المحكمة أن من حقه التقدم بأي طلب لكن يجب أولاً أن تبدأ عملية إستجوابه، متوجهاً له بالسؤال: "هل تستطيع الكلام بحال منحك ساعتين للراحة"؟، فكان جواب اللقيس مجدداً: "لا أستطع التركيز"، مضيفاً: "أنت سيد العارفين وألتزم بما تقرره".
عند هذه النقطة، تدخل ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي فادي عقيقي، داعياً إلى إستجواب المتهم اللقيس طالما هو قادر على الكلام، لكن قرار هيئة المحكمة كان التأجيل إلى يوم الجمعة في 2 شباط المقبل، بعد أن أشار العميد عبدالله إلى اللقيس بأنه في بداية جلسات محاكمته تم إرسال كتاب إلى نقابة المحامين لتعيين محام له من قبلها، لكنه عاد وقرر تعيين محام خاص من جانبه، وبعد ذلك طلب وكيله الإستمهال من أجل الإطلاع على الملف، قبل أن يعود إلى التراجع عن الوكالة، الأمر الذي دفع رئاسة المحكمة إلى تعيين محام عسكري كان حاضراً اليوم.